له أبو لؤلؤة لأديرن لك رحى لا تسكن إلى يوم القيامة فقال إن العبد قد أوعد ولو كنت اقتل أحدا بالتهمة لقتلته، وفي خبر آخر قال له أبو لؤلؤة لأعملن لك رحى يتحدث بها من بالمشرق والمغرب ثم انه قتله بعد ذلك والتفصيل يطلب من غير هذا الكتاب والله العاصم.
(أبو لبابة) بشير بن عبد المنذر وقيل رفاعة بن عبد المنذر كان من الأنصار شهد بدرا والعقبة الأخيرة. وهو الذي جرى منه في بني قريظة ما جرى فندم فربط نفسه بالأسطوانة فلم يزل كذلك حتى نزلت توبته من السماء، وهذه الأسطوانة معروفة في مسجد النبي صلى الله عليه وآله بأسطوانة التوبة واسطوانة أبى لبابة ويستحب عندها الصلاة والدعاء والاعتكاف. قال علي بن إبراهيم القمي في تفسير قوله تعالى: (وآخرون اعترفوا بذنوبهم) الآية: نزلت في أبى لبابة بن عبد المنذر. وكان رسول الله لما حاصر بني قريظة قالوا له ابعث إلينا أبا لبابة نستشيره في أمرنا، فقال رسول الله يا أبا لبابة ائت حلفاءك ومواليك فأتاهم فقالوا له: يا أبا لبابة ما ترى أننزل على حكم رسول الله؟ فقال أنزلوا واعلموا ان حكمه فيكم هو الذبح وأشار إلى حلقه ثم ندم على ذلك فقال خنت الله رسوله، ونزل من حصنهم ولم يرجع إلى رسول الله، ومر إلى المسجد وشد في عنقه حبلا تم شده إلى الأسطوانة التي كانت تسمى أسطوانة التوبة فقال لا أحله حتى أموت أو يتوب الله علي فبلغ رسول الله فقال اما لو أتانا لاستغفرنا الله له، فاما إذا قصد إلى ربه فالله أولى به.
وكان أبو لبابة يصوم النهار ويأكل بالليل ما يمسك به نفسه (رمقه خ ل) وكانت بنته تأتيه بعشائه وتحله عند قضاء الحاجة فلما كان بعد ذلك ورسول الله في بيت أم سلمة نزلت توبته فقال يا أم سلمة قد تاب الله على أبي لبابة فقالت يا رسول الله أفأوذنه بذلك؟ فقال فافعلي فأخرجت رأسها من الحجرة فقالت يا أبا