أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٧٧
الإيثار:
وهو: أسمى درجات الكرم، وأرفع مفاهيمه، ولا يتحلى بهذه الصفة المثالية النادرة، إلا الذين جلوا بالأريحية، وبلغوا قمة السخاء، فجادوا بالعطاء، وهم بأمس الحاجة إليه، وآثروا بالنوال، وهم في ضنك من الحياة. وقد أشاد القرآن بفضلهم قائلا: ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة (الحشر: 9) وسئل الصادق عليه السلام: أي الصدقة أفضل، قال: جهد المقل، أما سمعت الله تعالى يقول: ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة (1).
ولقد كان النبي صلى الله عليه وآله المثل الأعلى في عظمة الايثار، وسمو الأريحية.
قال جار بن عبد الله: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا فقال لا.
وقال الصادق عليه السلام: إن رسول الله أقبل إلى الجعرانة، فقسم فيها الأموال، وجعل الناس يسألونه فيعطيهم، حتى ألجأوا إلى

(1) الوافي ج 6 ص 58 عن الفقيه.
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»