أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٧٥
أوشك أن تزول تلك النعمة (1).
والأرحام بعد هذا وذاك، أحق الناس بالبر، وأحراهم بالصلة والنوال، لأواصرهم الرحمية، وتساندهم في الشدائد والأزمات.
ومن الخطأ الفاضح، حرمانهم من تلك العواطف، وإسباغها على الأباعد والغرباء، ويعتبر ذلك ازدراءا صارخا، يستثير سخطهم ونفارهم، ويحرم جافيهم من عطفهم ومساندتهم.
وهكذا يجدر بالكريم، تقديم الأقرب الأفضل، من مستحقي الصلة والنوال: كالأصدقاء والجيران، وذوي الفضل والصلاح، فإنهم أولى بالعطف من غيرهم.
بواعث الكرم:
وتختلف بواعث الكرم، باختلاف الكرماء، ودواعي أريحيتهم، فأسمى البواعث غاية، وأحمدها عاقبة، ما كان في سبيل الله، وابتغاء رضوانه، وكسب مثوبته.
وقد يكون الباعث رغبة في الثناء، وكسب المحامد والأمجاد، وهنا يغدو الكريم تاجرا مساوما بأريحيته وسخائه.
وقد يكون الباعث رغبة في نفع مأمول، أو رهبة من ضرر مخوف، يحفزان على التكرم والاحسان.

(1) الوافي ج 6 ص 61 عن الكافي والفقيه.
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»