الكرم، وأشرف بواعثه ومجالاته، ما كان استجابة لأمر الله تعالى، وتنفيذا لشرعه المطاع، وفرائضه المقدسة، كالزكاة، والخمس، ونحوهما.
وهذا هو مقياس الكرم والسخاء في عرف الشريعة الاسلامية، كما قال النبي صلى الله عليه وآله: من أدى ما افترض الله عليه، فهو أسخى الناس (1).
وأفضل مصاديق البر والسخاء بعد ذلك، وأجدرها - عيال الرجل وأهل بيته، فإنهم فضلا عن وجوب الانفاق عليهم، وضرورته شرعا وعرفا، أولى بالمعروف والاحسان، وأحق بالرعاية واللطف.
وقد يشذ بعض الأفراد عن هذا المبدأ الطبيعي الأصيل، فيغدقون نوالهم وسخاءهم على الأباعد والغرباء، طلبا للسمعة والمباهاة، ويتصفون بالشح والتقتير على أهلهم وعوائلهم، مما يجعلهم في ضنك واحتياج مريرين، وهم ألصق الناس بهم وأحناهم عليهم، وذلك من لؤم النفس، وغباء الوعي.
لذلك أوصى أهل البيت عليه السلام بالعطف على العيال، والترفيه عنهم بمقتضيات العيش ولوازم الحياة:
قال الإمام الرضا عليه السلام: ينبغي للرجل أن يوسع على عياله، لئلا يتمنوا موته (2).
وقال الإمام موسى بن جعفر عليه السلام: إن عيال الرجل أسراؤه، فمن أنعم الله عليه نعمة فليوسع على أسرائه، فان لم يفعل