أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٦٦
فإن فيه عتقي. فقال: نعم ولكن فيه رقي (1).
وكان ديوجانس الكلبي من أساطين حكماء اليونان، وكان متقشفا. زاهدا، لا يقتني شيئا، ولا يأوي إلى منزل، دعاه الإسكندر إلى مجلسه، فقال للرسول قل له: ان الذي منعك من المسير إلينا، هو الذي منعنا من المسير إليك، منعك استغناؤك عنا بسلطانك، ومنعني استغنائي عنك بقناعتي (2).
وكتب المنصور العباسي إلى أبي عبد الله الصادق عليه السلام: لم لا تغشانا كما يغشانا الناس؟ فأجابه: ليس لنا من الدنيا ما نخافك عليه، ولا عندك من الآخرة ما نرجوك له، ولا أنت في نعمة فنهنيك بها، ولا في نقمة فنعزيك بها. فكتب المنصور:
تصحبنا لتنصحنا. فقال أبو عبد الله عليه السلام: من يطلب الدنيا لا ينصحك، ومن يطلب الآخرة لا يصحبك (3).
وما أحلى قول أبي فراس الحمداني في القناعة:
إن الغني هو الغني بنفسه * ولو أنه عار المناكب حاف ما كل ما فوق البسيطة كافيا * فإذا قنعت فكل شئ كاف

(1) سفينة البحار ج 1 ص 483.
(2) سفينة البحار ج 2 ص 451.
(3) كشكول البهائي.
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»