أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٧٣
الصفاء والوئام والود، مما يسعد المجتمع، ويشيع فيه التجاوب، والتلاحم والرخاء.
وبإغفاله يشقى المجتمع، وتسوده نوازع الحسد، والحقد، والبغضاء، والكيد. فينفجر عن ثورة عارمة ماحقة، تزهق النفوس، وتمحق الأموال، وتهدد الكرامات.
من أجل ذلك دعت الشريعة الاسلامية إلى السخاء والبذل والعطف على البؤساء والمحرومين، واستنكرت على المجتمع أن يراهم يتضورون سغبا وحرمانا، دون أن يتحسس بمشاعرهم، وينبري لنجدتهم وإغاثتهم. واعتبرت الموسرين القادرين والمتقاعسين عن إسعافهم أبعد الناس عن الاسلام، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم (1).
وقال صلى الله عليه وآله: ما آمن بي من بات شبعانا وجاره جائع، وما من أهل قرية يبيت فيهم جائع ينظر الله إليهم يوم القيامة (2).
وإنما حرض الاسلام أتباعه على الأريحية والسخاء، ليكونوا مثلا عاليا في تعاطفهم ومواساتهم، ولينعموا بحياة كريمة، وتعايش سلمي، ولأن الكرم حمام أمن المجتمع، وضمان صفائه وازدهاره.
مجالات الكرم:
تتفاوت فضيلة الكرم، بتفاوت مواطنه ومجالاته. فأسمى فضائل

(1) و (2) عن الكافي.
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»