شجرة فأخذت برده، وخدشت ظهره، حتى جلوه عنها، وهم يسألونه. فقال: أيها الناس ردوا علي بردي، والله لو كان عندي عدد شجر تهامة نعما لقسمته بينكم، ثم ما ألفيتموني جبانا ولا بخيلا... (1).
وقد كان صلى الله عليه وآله يؤثر على نفسه البؤساء والمعوزين، فيجود عليهم بماله وقوته، ويظل طاويا، وربما شد حجر المجاعة على بطنه مواساة لهم.
قال الباقر عليه السلام: ما شبع النبي من خبز بر ثلاثة أيام متوالية، منذ بعثه الله إلى أن قبضه (2).
وهكذا كان أهل بيته عليهم السلام في كرمهم وإيثارهم:
قال الصادق عليه السلام: كان علي أشبه الناس برسول الله، كان يأكل الخبز والزيت، ويطعم الناس الخبز واللحم (3).
وفي علي وأهل بيته الطاهرين، نزلت الآية الكريمة:
ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا. إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا (الدهر: 8 - 9) فقد أجمع أولياء أهل البيت على نزولها في علي وفاطمة والحسن والحسين... وقد أخرجه جماعة من أعلام غيرهم، وإليك ما ذكره الزمخشري في تفسير