الإمساك عن الخوض فيما شجر بين الصحابة. الخ.
وأقول: قد قال هذا رجال، ولكن قل لي من هو الذي عمل به.
ألم يكن الصحابة أنفسهم من أكثر الناس خوضا في ذلك، ومثلهم التابعون، وهكذا من بعدهم قرنا بعد قرن.
نعم لعل الخوض الذي قالوا بمنعه هو الخوض بمثل ما شحن به المصانع نبذته من مدح الفساق وتعظيم أهل النفاق، وتبرير فواحش الفجار، ومدح دعاة النار، وتعميم الخاص، والتحريف والكذب، وما أشبه هذا، فإن كان ذلك كذلك فنوافقهم عليه.
ثم إن جميع ما نقله المصانع عن العلماء، وما في معناه معارض بأقوى منه مما يؤيده عمل علماء الأمة سلفا وخلفا جيلا بعد جيل فالمفسرون والمحدثون والمؤرخون قد شحنوا كتبهم بصحيح تلك الأخبار وسقيمها أتراهم عصاة آثمين كما حكم عليهم أمثال المصانع أم ماذا.
وقد أجاد وأفاد شيخنا العلامة ابن شهاب في كلامه في وجوب الحمية صفحة (44) على هذه المسألة فراجعه فبه غنية لمريد الحق.
وفي الصفحة (77) نقل المصانع عن الغنية المنسوبة