تقوية الإيمان - محمد بن عقيل - الصفحة ٩٨
كان من أكبر الخائنين الغاشين للأمة الملعونين على لسان محمد ص وحاشا لله أن يكون من أولئك ابن النبي وريحانته، ومن يخن الأمة ينعزل بخيانته عن ولايتها عند كثيرين، وقد استدلوا بأحاديث صحيحة لا سبيل لتطرق التهمة إلى رواتها، لأنها ضد ما يميل إليه ذوو الشوكة، وخزان الأموال، ومن العجيب قولهم: إن حاضن الصبي ينعزل بفسقه، ثم يزعمون أن متولي أمور الأمة لا ينعزل، وإن جمع أشتات الفسوق، ولهذه المباحث بسط، أودعناه مفرقا في ثمرات المطالعة.
ونقل المصانع في الصفحة (78) عن الشيخ الغزالي رحمه الله تعالى أنه قال: وما جرى بين معاوية، وعلي رضي الله عنه كان مبنيا على الاجتهاد لا منازعة من معاوية للإمامة إذ ظن علي رضي الله عنه أن تسليم قتلة عثمان مع كثرة عشائرهم واختلاطهم بالعسكر يؤدي إلى اضطراب أمر الإمامة في بدايتها، فرأى التأخير أصوب، وظن معاوية أن تأخير أمرهم مع عظيم جنايتهم يوجب الإغراء بالأئمة، ويعرض الدماء للسفك، وقد قال أفاضل العلماء: كل مجتهد مصيب، وقال قائلون: المصيب واحد، ولم يذهب إلى تخطئة علي ذو تحصيل أصلا. انتهى.
وأقول: ما قاله الغزالي هنا مما لا أساس له بل هو
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة