تقوية الإيمان - محمد بن عقيل - الصفحة ٢٦
وقد جاء وصف الفرقة الناجية فيما رواه الترمذي بأنها التي تكون على ما كان عليه النبي ص وأصحابه، وفيما رواه الشيعة هي التي تكون على ما كان عليه النبي ص وأهل بيته، وعندي أن معنى الروايتين ومؤداهما واحد، وهو أن سبيل الفرقة الناجية هي سبيل النبي ص وعترته أهل بيته، وهم المعنيون بقوله (أصحابي) إذ يتحقق فيهم أعني في الذين كانوا معه ص أيام حياته الشريفة من العترة من لباب معنى الصحبة، أكثر مما يتحقق فيمن عداهم، ومعلوم أن خيار الصحابة هم المتمسكون بالعترة فصح ما قلناه ولله الحمد.
ويؤيده ما تواتر عن النبي ص من دعائه بأن يدور الحق مع علي حيث دار، ومن إخباره بأن أهل بيته والقرآن لن يفترقا إلى ورود الحوض، إلى ما في معنى ذلك مما يطول ذكره، وليس في ثبوته مرية، وليس له معارض البتة.
وبذلك يظهر ظهور الشمس في رابعة النهار مع الصحو أن الفرقة الناجية والطائفة التي لا تزال على الحق هم عترة محمد ص ومن معهم من المتمسكين بهم الموالين لمن والوه، المعادين لمن عادوه، ولا عبرة بالاختلاف في الفروع المذهبية، ولا بالتسمية والنبز، ويرحم الله الإمام
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة