تقوية الإيمان - محمد بن عقيل - الصفحة ٢٥
بإحدى وسبعين فرقة كلها ضالة إلا فرقة واحدة الإسلام وجماعتهم، ثم إنها افترقت على عيسى بن مريم باثنتين وسبعين فرقة كلها ضالة إلا واحدة الإسلام وجماعتهم، ثم إنكم تكونون على ثلاث وسبعين فرقة كلها ضالة إلا واحدة الإسلام وجماعتهم) انتهى.
وأقول: حديث افتراق الأمة على ثلاث وسبعين فرقة قد روي من طرق عديدة، وخرجه غير واحد من أئمة الحديث فشد بعض الروايات بعضها، وحصل من المجموع قوة تفيد ثبوت أصل أصيل للحديث، وليس هذا محل البحث في الحديث سند أو معنى، وقد تكلم كثير من العلماء على ذلك، وعدد بعضهم الفرق وعينها فرقة فرقة، وحكم كل منهم لفرقته بأنها الفرقة الناجية، وسهل لهم ذلك ما قد مرنوا عليه من التحكم والتلاعب، ومن قرأ مذاهب القوم وجد أكثرهم قد اخترع قولا لم يكن عليه النبي ص ومن معه، وتتفاوت درجاتهم في ذلك.
وتعيين من عين الفرق بأسمائها، وجزم بأنها التي عنى رسول الله ص مما لا ينهض به دليل فيما نرى.
والحديث لا يدل على أن أكثر الأمة في النار (الجنة ظ)، كلا بل يفيد أن الأمر بالعكس لمن تأمل وزيادة (كلها في النار إلا واحدة) صحيحة ثابتة.
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة