تقوية الإيمان - محمد بن عقيل - الصفحة ١٥٧
مشحونة بالترضي عن ابن ملجم وذي الخويصرة وعمران بن حطان وأشباههم ولا نظن بصالحي مشائخه إلا الخير ولا نبرئ كثيرا منهم من الغفلة والغرارة والتقليد الصرف.
وأما ما زعمه من ترضي الإمام الحداد عن الخبيثين فمما نجل كريم مقامه عنه وقد وضع الجهال من التلامذة على أساتذتهم كفريات جمة وطامات كثيرة ووضع خباث الطوية على الصالحين كذبا كثيرا ولم يضروا إلا أنفسهم والإمام الحداد مكفوف النظر فلو فرضنا وجود ذلك في شئ من كتبه لترجح لنا أنه من زيادات جهلة النساخ: ويدل على ذلك ما نقله المصانع في الصفحة 91 عن الحداد من عدم ترضيه عن الخبيثين لما ذكرهما مع ترضيه عمن ذكره قبلهما بل قال فيهما وفيمن حارب عليا قبلهما وبعدهما ما لفظه:
وكلهم بغاة عندنا ومنازعون وخارجون بغير حق صريح وصواب واضح نعم من خرج منهم وله في خروجه شبهة فأمره أخف ممن خرج ينازع الأمر ويطلبه لنفسه والله أعلم بنياتهم وسرائرهم: انتهى.
وفي كلامه هذا إشارة ظاهرة إلى أن معاوية ممن لا شبهة له وإنما خرج منازعا في الأمر طالبا للرياسة وكيف يسوغ أن يترضى عمن هذا حاله أم كيف يجوز أن يترضى الحداد عن عدو الله ورسوله ولا عن أصوله المشرفين له
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة