النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١٩٤
عنهما إلا أنه لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له ومن نكث ذمة الله طلبه ومن نكث ذمتي خاصمته ومن خاصمته فلجت عليه ومن نكث ذمتي لم ينل شفاعتي ولم يرد علي الحوض وروى أبو الحسن المدائني قال: خرج على معاوية قوم من الخوارج بعد دخوله الكوفة وصلح الحسن فأرسل إلى الحسن عليه السلام يسأله أن يخرج فيقاتل الخوارج فقال الحسن سبحان الله تركت قتالك وهو لي حلال لصلاح الأمة وألفتهم أفتراني أقاتل معك فخطب معاوية أهل الكوفة يا أهل الكوفة أتروني قاتلتكم على الصلاة والزكاة والحج وقد علمت أنكم تصلون وتركزون وتحجون ولكني قاتلتكم لا أتأمر عليكم والي رقابكم وقد أتاني الله ذلك وأنتم كارهون إلا أن كل مال أو دم أصبت في هذه الفتنة مطلول وكل شرط شرطته فتحت قدمي هاتين ولا يصلح الناس إلى ثلاث اخراج العطاء عند محله وإقفال الجنود لوقتها وغزو العدو في داره فإن لم تغزوهم غزوكم ثم نزل. انتهى.
وزاد أبو إسحاق السبيعي أنه قال: في خطبته ألا إن كل شئ أعطيت الحسن بن علي تحت قدمي هاتين لا أفي به وكان عبد الرحمن بن شريك إذا حدث بذلك يقول هذا والله هو التهتك.
قالوا ولما تم الصلح وبايع أهل الكوفة معاوية التمس من الحسن أن يتكلم بجمع من الناس ويعلمهم أنه قد بايع معاوية وسلم الأمر إليه (فأجابه) إلى ذلك فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه محمد صلى الله عليه وآله وقال: يا أيها الناس إن أكيس الكيس التقى وأحمق الحمق الفجور إلى أن قال وقد علمتم أن الله تعالى جل ذكره وعز اسمه هداكم بجدي وأنقذكم به من الضلالة وخلصكم به من الجهالة وأعزكم به بعد الذلة وكثركم به بعد القلة إن معاوية نازعني حقا هو لي دونه فنظرت إصلاح الأمة وقطع الفتنة وقد كنتم بايعتموني على أن تسالموا من سالمني وتحاربوا من حاربني فرأيت
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»