النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١١٨
أفهؤلاء من الثقات الذين يحتج بهم في دين الله؟! لا والله ثم لا والله ثم انظر ضد هذا مع من يميل إلى علي عليه السلام وأهل بيته فأنهم مع ما لهم من الفضل نبزوا بالتشيع كأنه كبيرة من الكبائر وأوذوا بذلك وجرحت عدالتهم فقد علمت ما جرى للإمام النسائي رحمه الله حيث جمع خصائص الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فإنه طولب في جامع دمشق أن يكتب مثلها في معاوية فقال لا أعرف فيه إلا قول النبي صلى الله عليه وآله لا أشبع الله بطنه فضرب بالنعال وعصرت خصيتاه ثم مات شهيدا رحمه الله (وقال) الذهبي في ترجمة السقا الواسطي بارك الله في سنه وعلمه واتفق أنه أملى حديث الطير فلم تحتمله عقولهم فوثبوا به وأقاموه وغسلوا موضعه فمضى ولزم بيته ولم يحدث أحدا من الواسطيين (وذكر) أيضا في ترجمة الحافظ ابن عقدة أنه مقت لتشيعه (وقال) ضرب الحجاج ابن أبي ليلى ليسب عليا (وقال) في ترجمة يحيى بن كثير أنه امتحن وضرب وحلق لأنه كان ينتقص بني أمية (وذكر) أبو الفرج في خبر خندف ابن بدر الأسدي أنه وقف بالموسم فقال - كما روى عمر بن شبة عنه في خبره - أيها الناس إنكم على غير حق قد تركتم أهل بيت نبيكم والحق لهم وهم الأئمة ولم يقل إنه سب أحدا فوثب عليه الناس فضربوه ورموه حتى قتلوه (انتهى) (وقال الذهبي) إن عباد بن العوام كان يتشيع فحبسه الرشيد زمانا (ولقد) صدق الشاعر حيث قال:
إن اليهود بحبها لنبيها * آمنت مغرة دهرها الخوان وذو والصليب بحب عيسى أصبحوا * يمشون زهوا في قرى نجران والمؤمنون بحب آل محمد * يرمون في الآفاق بالنيران (وأكبر) من هذا كله جرح بعضهم الإمام جعفر الصادق على آبائه وعليه أفضل الصلاة والسلام وتسورهم على سمي مقامه.
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»