النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٤٤
العاص فمر بنا حسين بن علي فسلم فرد عليه القوم فقال عبد الله بن عمرو ألا أخبركم بأحب أهل الأرض إلى أهل السماء قالوا بلى قال هو هذا الماشي ما كلمني كلمة منذ ليالي صفين ولأن يرضى عني أحب إلي من أن يكون لي حمر النعم فقال أبو سعيد ألا تعتذر إليه قال بلى فاستأذن أبو سعيد فأذن له فدخل ثم استأذن لعبد الله بن عمرو فلم يزل به حتى أذن له فأخبره أبو سعيد بقول عبد الله بن عمرو فقال له أعلمت يا عبد الله إني أحب أهل الأرض إلى أهل السماء قال أي ورب الكعبة قال فما حملك على أن قاتلتني وأبي يوم صفين فوالله لأبي كان خيرا مني قال أجل ولكن عمرو شكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال يا رسول الله إن عبد الله يقوم الليل ويصوم النهار فقال رسول الله صلى الله عليه وآله يا عبد الله ابن عمرو صلى ونم وصم وافطر وأطع عمرو فلما كان يوم صفين أقسم علي فخرجت أما والله ما كثرت لهم سوادا ولا اخترطت لهم سيفا ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم قال فكلمه (انتهى). فأصحاب معاوية هم الباغون بلا ريب على الإمام المرتضى وهم القاسطون كما وعد بهم المصطفى قال الله تعالى: " وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا " أخرج ابن عساكر عن أبي صادق قال: قدم علينا أبو أيوب الأنصاري العراق فقلت له يا أبا أيوب قد أكرمك الله بصحبة نبيه صلى الله عليه و (آله) وسلم وبنزوله عليك فما لي أراك تستقبل الناس تقاتلهم هؤلاء مرة وهؤلاء أخرى فقال: إن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم عهد إلينا أن نقاتل مع علي الناكثين فقد قاتلناهم وعهد إلينا أن نقاتل معه القاسطين فهذا وجهنا إليهم اليوم يعني معاوية وأصحابه وعهد إلينا أن نقاتل مع علي المارقين فلم أرهم بعد وأخرج ابن جرير عن مخنف بن سليم قال أتينا أبا أيوب فقلنا يا أبا أيوب قاتلت المشركين بسيفك مع رسول الله صلى الله عليه وآله ثم جئت تقاتل المسلمين فقال إن رسول الله صلى الله عليه وآله أمرنا بقتال ثلاث الناكثين والقاسطين والمارقين فقد قاتلت الناكثين والقاسطين وأنا مقاتل
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»