النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١٢
صورة عن المؤلفين عند قراءة كتبهم وإنما يخرج من الكتاب كما دخل وكلما فعله إنه اجتاز قطعة من الزمن لاهيا عن آلامها لا أكثر ولا أقل.
* * * ولسنا نريد في هذه الكلمة القصيرة أن نقدم المؤلف إلى جمهرة القراء وإنما كتابه هذا ومؤلفاته الأخرى (1) هي التي تقدمه علامة بحاثة. وكذلك لا نريد أن نقدم إلى القراء كتابه - النصائح الكافية لمن يتولى معاوية - فإن الكتاب يقدم نفسه بنفسه دون أن يحتاج إلى أحد يقدمه.
وكذلك لا نجد متسعا لتقديم الكتاب والمؤلف، لأن الكتاب اشتمل على صفحة علمية أنيقة جميلة والمؤلف بلغ أقصى ما أراد في الجهة التي اختار الكتابة فيها فلم يبق مجال للنقد، ولا ثمة نقص يحتاج إلى التعليق، وكل من المؤلف والكتاب غني عن الثناء والمدح والجزاء موكول إلى الله عز وجل.
ويقف الباحث في هذا الكتاب وفي سائر مؤلفاته التي رأيناها على آراء سديدة محكمة في نقد الحوادث لم تعرف لغيره من قبله، وعلى ما يبدو لنا أن المؤلف وقف أمام الميزان - في كل تأليفه - مجردا عن كل شئ إلا كتاب الله المجيد وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم المطهرة.
إذن كل ما أريده الآن أن أتحدث إلى القارئ ببضعة سطور عن إنصاف هذا المؤلف في خلعه الثوب الذي لبسه غيره ممن تقدم عليه فأحترم كل من شاهد النبي وصاحبه حتى لو كان معاوية وأباه ومروان وأباه وبسر ابن أرطأة وعمران بن حطان وأضراب هؤلاء.
يعرف المتصلون بعلمي الرجال والجرح والتعديل أن صراعا عنيفا بين * * *

(١) رأينا منها كتاب تقوية الإيمان وكتاب العتب الجميل في الجرح والتعديل وفصل الحاكم في النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم.
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 17 19 ... » »»