وقد مر سابقا أن صاحب الحضرة النبوية المقدسة قال ليلة الزفاف لفاطمة وعلي (عليهما السلام): «مرحبا ببحرين يلتقيان ونجمين يقترنان» (1).
وروى المرحوم الكراجكي في كنز الفوائد عن جابر بن عبد الله الأنصاري (رحمه الله)، عن الصادق (عليه السلام): البحران علي وفاطمة، ولا يبغي علي على فاطمة، ولا تبغي فاطمة على علي، واللؤلؤ والمرجان الحسن والحسين (عليهما السلام) (2).
وروى عن أبي سعيد الخدري مثله، ولم يبين معنى البرزخ (3).
وروى الضحاك عن ابن عباس (بينهما برزخ لا يبغيان) [قال:] البرزخ النبي.
وروى المجلسي في البحار أيضا عن أبي ذر: البحران واللؤلؤ والمرجان هم الأربعة المقدسون، ثم قال: «فمن رأى مثل هؤلاء الأربعة: علي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا كافر، فكونوا مؤمنين بحب أهل البيت، ولا تكونوا كفارا ببغض أهل البيت فتلقوا في النار» (4).
وذهب إلى هذا القول جماعة من الصحابة والتابعين، مثل سلمان الفارسي عليه الرحمة وسعيد بن جبير وسفيان الثوري، قالوا: إن البحرين علي وفاطمة، بينهما برزخ: محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان: الحسن والحسين; ولا غرو أن يكونا بحرين سعة فضلهما ونشر خيرهما، فإن البحر إنما يسمى بحرا لسعته (5).