الثالث: سلطان الأنبياء والموحدين وخاتم النبيين; فعن معاني الأخبار في رواية صحيحة في شمائله الشريفة وخصاله المنيفة - بحذف الإسناد -:
عن الحسن بن علي صلوات الله عليهما، قال: «سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي، وكان وصافا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنا أشتهي أن يصف لي منه شيئا لعلي أتعلق به، فقال: كان رسول الله فخما مفخما، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع وأقصر من المشذب، عظيم الهامة (1)، رجل الشعر، إن تفرقت عقيقته فرق، وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذ هو وفرة، أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب، سوابغ من غير قرن بينهما، [له] عرق يدره الغضب، أقنى العرنين، له نور يعلوه، يحسبه من لم يتأمله أشم، كث اللحية، سهل الخدين، ضليع الفم، أشنب الأسنان، دقيق المسربة، كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة، معتدل الخلقة، بادنا متماسكا، سواء البطن والصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، عريض الصدر، أنور المتجرد، موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة، شثن الكفين والقدمين، سائل الأطراف، سبط القصب، خمصان الأخمصين، مسيح القدمين، ينبو عنهما الماء، إذا زال زال قلعا، يخطو تكفؤ، ويمشي هونا، ذريع المشية، إذا مشى كأنما ينحط في صبب، وإذا التفت التفت جميعا، خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة، يبدر من لقيه بالسلام... (2)