فاطمة (عليها السلام)، فإذا هو بهاتف يهتف ويقول: يا أبا الحسن دونك الماء فتوضأ به، فإذا هو بإبريق من ذهب مملوء ماء عن يمينه، فتوضأ ثم عاد الإبريق إلى مكانه، فلما نظر إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: يا علي! ما هذا الماء الذي أراه يقطر كأنه الجمان؟ قال:
بأبي أنت وأمي أتيت منزل عائشة فدعوت فضة تأتينا بماء للوضوء ثلاثا فلم يجبني أحد، فوليت فإذا أنا بهاتف يهتف وهو يقول: يا علي دونك الماء، فالتفت فإذا أنا بإبريق من ذهب مملوء ماء. فقال: يا علي تدري من الهاتف؟ ومن أين كان الإبريق؟ فقلت: الله ورسوله أعلم فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أما الهاتف فحبيبي جبرئيل (عليه السلام)، وأما الإبريق فمن الجنة، وأما الماء فثلث من المشرق وثلث من المغرب وثلث من الجنة، فهبط جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا رسول الله يقرءك السلام ويقول لك: اقرأ عليا السلام مني وقل: إن فضة كانت حائضا. فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): منه السلام وإليه يرد السلام وإليه يعود طيب الكلام، ثم التفت إلى علي (عليه السلام) فقال: حبيبي علي، هذا جبرئيل أتانا من عند رب العالمين وهو يقرءك السلام، ويقول: إن فضة كانت حائضا، فقال علي (عليه السلام): «اللهم بارك لنا في فضتنا» (1). تم الخبر.
أولا: إتيان أمير المؤمنين إلى منزل عائشة لإظهار هذه الكرامة عندها إتماما للحجة وإيضاحا للمحبة.
ثانيا: سماع أمير المؤمنين صوت جبرئيل الأمين فضيلة من أشرف الفضائل، حيث يؤمر أفضل الملائكة بالقيام بهذه الخدمة.
ثالثا: نزول الإبريق الذهبي وهو غير الأباريق الذهبية الدنيوية، وهي فضيلة خاصة أن يوضع الإبريق عن يمينه وينزل من دار الحيوان ودار البقاء. ولا