واهلكت وان كنت قد اخذته من الرجال فقد هلكت واهلكت ويحك يا قتادة ذلك من خرج من بيته بزاد حلال وراحلة وكراء حلال يروم هذا البيت عارفا بحقنا يهوانا قلبه كما قال تعالى واجعل افئدة من الناس تهوى إليهم ولم يعن البت فيقول الله نحن والله دعوة ابراهيم التى من هوانا قلبه قبلت حجته والا فلا يا قتادة فإذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنم يوم القيمة قال قتادة لا جرم والله لا فسرتها الا هكذا فقال أبو جعفر (عليه السلام) ويحك يا قتادة انما يعرف القرآن من خوطب به وعلى هذا فالبيت بيت نبوة خاتم النبين (صلى الله عليه وآله) واوليته باعتبار انه كان نبيا وآدم بين الماء والطين أو للتعظيم كالاول ومقام ابراهيم منزلة امامته والايات الائمة الاثنى عشر عليهم السلام القائمون مقام ابراهيم كما قال الله تعالى ام يحسدون الناس على ما اتيهم الله من فضله فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكم والنبوة كما فسرت به في مواردها في الحديث كثيرا ثم لا يخفى ان قوله تعالى هدى الصق بهذا المعنى منه بالمعنى الاخر فان بيت الله الحرام هو المهدى به وجعله هاديا يفتقر الى تجشم فافهم وبالجملة هذا المعنى هو المراد في المقام فانه (عليه السلام) بصدد ذكر جملة مما يدل على امامتهم عليهم السلام كما ينصرح مما يتلوها والعطف يستدعى المناسبة الملائمة فتدبر فقلت انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
(١٢٣)