كما أحل أصحابك قال يا رسول الله إني قلت حين أحرمت اللهم إني أهل بما أهل به نبيك وعبدك ورسولك محمد فقال هل معك من هدى قال لا فأشركه رسول الله صلى الله عليه وسلم في هديه وثبت على إحرامه وهذا صريح في أن إحرامه صلى الله عليه وسلم كان بالحج ويمكن الجمع بين رواية أن عليا قدم من اليمن ومعه هدى وبين رواية أنه لم يكن معه هدى تأخر مجيئه بعده لأنه تعجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف على الجيش رجلا من أصحابه ويؤيد ذلك قول بعضهم كان الهدى الذي قدم به علي كرم الله وجهه من اليمن والذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم مائة أي وإلا فالذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة وستون بدنة والذي قدم به من اليمن لعلى لعلى كان سبعة وثلاثين بدنة ولا يخالف ذلك إشراكه له في الهدى لأنه يجوز أن يكون صلى الله عليه وسلم فعل ذلك لاحتمال تلف ذلك اشراكه له في الهدى وعدم مجيئه والذي في البخاري لما قدم علي كرم الله وجهه من اليمن قال له النبي صلى الله عليه وسلم بم أهللت يا علي قال بما أهل به النبي صلى الله عليه وسلم قال فأهدوا مكث حراما كما أنت أي فإنه تقدم أنه صلى الله عليه وسلم كان أرسل خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه إلى اليمن لهمدان يدعوهم إلى الإسلام قال البراء رضي الله تعالى عنه فكنت ممن خرج مع خالد فأقمنا ستة أشهر ندعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوا ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فأمره أن يقفل خالد بن الوليد ويكون مكانه وقال مر أصحاب خالد من شاء منهم اين يعقب معك فليعقب ومن شاء فليقفل فكنت من أعقب مع علي كرم الله وجهه فلما دنونا من القوم خرجوا الينا وصلى بنا علي كرم الله وجهه ثم صفنا صفا واحدا ثم تقدم بين أيدينا وقرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامهم فأسلمت همدان جميعا فكتب رضي الله تعالى عنه إلى رسول صلى الله عليه وسلم بإسلامهم فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب خر ساجدا ثم رفع رأسه فقال السلام على همدان السلام علي همدان وكان من جملة من لم يسق الهدى أبو موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه فإنه لما قدم من اليمن قال له بم أهللت قال أهللت كإهلال النبي صلى الله عليه وسلم قال له
(٣١٩)