السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٣١٥
عليه وسلم قبل الحجر ووضع يديه عليه ومسح بهما وجهه رواه البيهقي في السنن الكبرى بإسناد جيد وقيل طاف صلى الله عليه وسلم على راحلته الجدعاء أي لأنه صلى الله عليه وسلم قدم مكة وهو يشتكى فعن أبن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم مكة وهو يشتكى فطاف على راحلته فلما أتى الركن استلمه بمحجن فلما فرغ من طوافه أنا خ فصلى ركعتين رواه أبو داود ورد بأن هذا الحديث تفرد به يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف على أن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لم يذكر أن ذلك كان في حجة الوداع ولا في الطواف الأول من طوافاتها الثلاثة التي هي طواف القدوم وطواف الإفاضة وطواف الوداع فينبغي أن يكون ذلك في غير الطواف الأول بان يكون في طواف الإفاضة أو طواف الوداع فلا ينافي ما تقدم عن جابر ولا ما في مسلم عنه أنه قال طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع على راحلته بالبيت ليراه الناس فيسألوه وقوله ورمل في ثلاثا منها أي يسرع المشي مع تقارب الخطأ ومشى أي على هينته في أربع يستلم الركن اليماني والحجر الأسود في كل طوفة وابتداء الرمل كان في عمرة القضاء لما قال المشركون غدا يقدم عليكم قوم قد وهنتم حمى يثرب فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ليرى المشركون جلدهم ومن ثم قال بعضهم لبعض هؤلاء الذين زعمتم أن الحمى قد وهنتم هؤلاء أجلد من كذا وكذا كما تقدم فلما كانت هذه الحجة فعلوا كذلك فصارت سنة قال وثبت أنه صلى الله عليه وسلم قبل الحجر الأسود وثبت أنه استلمه بيده ثم قبلها وثبت أنه استلمه بمحجنه فقبل المحجن ولم يثبت أنه صلى الله عليه وسلم قبل الركن اليماني ولا قبل يده حين استلمه ا ه وعند إمامنا الشافعي رضي الله تعالى عنه يتسحب أن يقبل ما استلمه به روى إمامنا الشافعي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر فاستلمه ثم وضع شفتيه عليا طويلا وكان صلى الله عليه وسلم إذا استلم الحجر قال بسم الله والله أكبر وقال بينهما أي بين الركن اليماني والحجر * (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) * ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم شيء من
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»