الأذكار في غير هذا المحل حول الكعبة ولم يستلم الركنين الماقبلين للحجر أي لأنهما ليسا على قواعد سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وقال صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله تعالى عنه إنك رجل قوي لا تزاحم على الحجر أي الأسود تؤذى الضعيف إن وجدت خلوة فاستلمه وإلا فاستقبله وهلل وكبر وأخذ منه بعض فقهائنا أن من شق عليه استلام الحجر الأسود يسن له أن يهلل ويكبر ثم بعد الطواف صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين عند مقام سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام جعل المقام بينه وبين الكعبة أي استقبل جهة باب المحل الذي به المقام الآن وهو المراد بخلف المقام قرأ فيهما مع أم القرآن * (قل يا أيها الكافرون) * و * (قل هو الله أحد) * ودخل صلى الله عليه وسلم زمزم فنزع له دلو فشرب منه ثم مج فيه ثم أفرغها في زمزم ثم قال لولا أن الناس يتخذونه نسكا لنزعت أي وتقدم في فتح مكة أنه صلى الله عليه وسلم قال لولا أن تغلب بنو عبد المطلب لانتزعت منها دلوا وانتزع له العابس ثم رجع صلى الله عليه وسلم إلى الحجر الأسود فاستلمه ثم خرج على الصفا وقرأ * (إن الصفا والمروة من شعائر الله) * ابدءوا بما بدأ الله به فسعى بين الصفا والمروة سبعا راكبا على بعيره وعن إمامنا الشافعي رضي الله تعالى عنه أن سعيه الذي طاف لقدومه كان على قدميه لا على بعير أي فذكر البعير في هذا السعي غلط من بعض الرواة ثم رأيت بعضهم قال بعض الروايات عن جابر وغيره يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان ماشيا بين الصفا والمروة ولعل بين الصفا والمروة مدرجة أو أنه صلى الله عليه وسلم سعى بين الصفا والمروة بعض المرات على قدميه فلما ازدحم الناس عليه ركب في الباقي ويدل لذلك أنه قيل لابن عباس رضي الله تعالى عنهما إن قومك يزعمون أن السعي بين الصفا والمروة راكبا سنة فقال صدقوا وكذبوا فقيل كيف صدقوا وكذبوا فقال صدقوا في أن السعي سنة وكذبوا في أن الركوب سنة فإن السنة المشي فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشى في السعي فلما كثر عليه الناس يقولون هذا محمد هذا محمد حتى خرج العواتق من البيوت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يضرب الناس بين يديه فلما كثر عليه الناس ركب وبهذا يحصل الجمع بين الأحاديث الدالة على أنه صلى الله عليه وسلم مشى بين الصفا والمروة والأحاديث
(٣١٦)