السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٥٠
ويحلب شاته ويخصف نعله ويرقع ثوبه ويخدم نفسه ويعلف ناضحه وهو الجمل الذي يسقى عليه الماء ويقم البيت قال وعن عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل عمل البيت وأكثر ما يعمل الخياطة ما يرى فارغا قط في بيته إما يخصف نعلا لرجل مسكين أو يخيط ثوبا لأرملة انتهى ويأكل مع الخادم ويحمل بضاعته من السوق ويحب الطيب ويأمر به وكان يتطيب بالمسك والغالية ويتبخر بالعود والعنر والكافور ويأمر أصابه بالمشي أمامه ويقول خلوا ظهري للملائكة زاهدا في الدنيا ما ترك درهما وا دينارا توفي ودرعه مرهونة وتقدم أنها ذات الفضول عند يهودي وتقدم أنه أبو الشحم على نفقة عياله وتقدم أن ذلك كان ثلاثين صاعا من الشعير وكان الأجل سنة وكان صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا ما شبع ثلاثا أيام تباعا من خبر البر حتى فارق الدنيا وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدقل ما يملأ بطنه وفي رواية ما شبع يومين من خبر الشعير أي ومعلوم أن ذلك إنما هو لتتأسى به أمته في الإعراض عن الدنيا قالت عائشة رضي الله عنها قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إني عرض علي أن يجعل لي بطحاء مكة ذهبا فقلت لا يا رب أجوع يوما وأشبع يوما فأما اليوم الذي أجوع فيه فأضرع إليك وأدعوك وأما اليوم الذي اشبع فيه فأحمدك وأثني عليك قال صلى الله عليه وسلم مالي وللدنيا إنما أنا في الدنيا كرجل سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة حتى مال الفيء فتركها ولم يرجع إليها وقال صلى الله عليه وسلم ما أبالي بما رددت به عني الجوع ولم ينخل له صلى الله عليه وسلم دقيق الشعير قال وعن عائشة رضي الله عنها انها قالت والذي بعث محمدا بالحق ما رأى منخلا ولا أكل خبزا منخولا منذ بعثه الله تعالى إلى أن قبض فقيل لها كيف كنتم تصنعون بالشعير قالت كنا نقول أف أف انتهى أي فيطير ما طار وما بقي عجناه ولا خبز له صلى الله عليه وسلم مرقق ولا أكل النقي من الخبر وعن أنس رضي الله عنه قال جاءت فاطمة رضي الله عنها بكسرة خبز إلى النبي
(٤٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 ... » »»