السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٥٣
وسلم وسلم الصفرة وقال الحافظ الدمياطي رحمه الله ويعارض هذه الأحاديث ما روى في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المزعفر وفي لفظ نهى عن أن يتزعفر الرجل اي وقد يقال على تقدير صحة تلك الأحاديث فهي منسوخة أو كان ذلك من خصوصياته صلى الله عليه وسلم وقد صح أنه صلى الله عليه وسلم اشترى السراويل واختلف هل لبسها فقيل نعم ففي الأوسط للطبراني ومسند أبي يعلى عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال دخلت يوما السوق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس إلى بزازين فاشترى سراويل بأربعة دراهم وكان لأهل السوق وزان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أوزن وأرجح وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السراويل فذهبت لأحمله عنه فقال صاحب الشيء أحق بشيئه أن يحمله إلا أن يكون ضعيفا يعجز عنه فيعينه أخوه المسلم قلت يا رسول الله إنك لتلبس السراويل قال أجل في السفر والحضر وبالليل والنهار فإني أمرت بالستر فلم أجد شيئا أستر منه ومخرجه هو وشيخه ضعيفان وكان صلى الله عليه وسلم يقول اللهم توفني فقيرا ولا توفني غنيا واحشرني في زمرة المساكين وفي لفظ آخر اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين فإن اشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة اتتني الدنيا خضرة حلوة ورفعت إلي رأسها وتزينت لي فقلت إني لا أريدك لا حاجة لي فيك ولو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء انتهى وعن ابن عباس رضي الله عنهما كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيت هو وأهله الليالي المتتابعة طاويا لا يجدون عشاء قال وكان صلى الله عليه وسلم يقول لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا الفاقة أحب إلي من اليسار وعن عائشة رضي الله عنها قالت كنت أرثي له صلى الله عليه وسلم من الجوع وأقول نفسي لك الفداء لو تبلغت من الدنيا بقدر ما يقويك ويمنع عنك الجوع فيقول يا عائشة إن إخواني من أولى العزم من الرسل قد صبروا على ما هو أشد من هذا فمضوا على حالهم فقدموا على ربهم فأكرمهم وأجزل ثوابهم اخشى أن ترفعت في معيشتي أن يقصر بي دونهم فأصبر أياما يسيرة أحب إلي من أن ينقص حظي غدا في الآخرة وما من شيء أحب إلي من اللحوق بإخواني
(٤٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 458 ... » »»