السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٣٩
المعانثي فصلا لا فضول فيه ولا تقصير قال صلى الله عليه وسلم أعطيت جوامع الكلم واختصر لي الكلام اختصارا قال ومن تلك الكلمات لا خير في صحبة من لا يرى لك مثل ما ترى له ما هلك امرؤ عرف قدر نفسه رحم الله عبدا قال خيرا فغنم أو سكت فسلم ذو الوجهين لا يكون عند الله وجيها خير الأمور أوساطها السعيد من وعظ بغيره إذا أشار بكفه كلها أ ه وإذا تعجب قلبها وإذا تحدث قارب يده اليمنى من اليسرى فضرب بإبهام اليمنى راجة اليسرى أي وربما يسبح عند التعجب وربما حرك برأسه وعض شفته وربما ضرب بيده على فخذه وربما نكت الأرض بعود وإذا غضب أعرض بوجهه أي وكان صلى الله عليه وسلم إذا غضب احمر وجهه الشريف وكان إذا اشتد وجده أكثر من مس لحيته وفي رواية إذا اشتد غمه مسح بيده على رأسه ولحيته وتنفس الصعداء أي تنفس طويلا وقال حسبي الله ونعم الوكيل جل أي معظم ضحكه التبسم وكون معظم ضحكه ذلك لا ينافي أنه صلى الله عليه وسلم ضحك غير ما مرة حتى بدت نواجذه وكان صلى الله عليه وسلم إذا جرى به الضحك وضع يدع على فيه قال وكان أكثر أحواله صلى الله عليه وسلم يمشي منتعلا وربما مشى صلى الله عليه وسلم حافيا وكان صلى الله عليه وسلم لا يأكل من هدية أهديت إليه حتى يأكل منها صاحبها أي بعد أن أهديت اليه صلى الله عليه وسلم الشاة المسمومة وكان صلى الله عليه وسلم يأكل بثلاث أصابع ويلعقهن إذا فرغ يلعق الوسطى ثم التي يليها الإبهام وقال إن لعق الأصبع بركة وكان صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه بلعق الصحفة ويقول إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة ا ه ونحن نوضح بعض هذه الصفات الظاهرة بعبارة واضحة قريبة للأفهام فنقول كان صلى الله عليه وسلم عظيما معظما في الصدور والعيون كبير الرأس لأن كبر الرأس يدل على كثرة العقل غالبا ووجهه كالقمر ليلة البدر لون جسده الذي ليس تحت الثياب أبيض مشرب بحمرة طويل الحاجبين مع دقة ما بينهما خال من الشعر وهو البلج وضده القرن وهو أن يتصل شعر أحدهما بالآخر
(٤٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 ... » »»