السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٥٢
وكان له صلى الله عليه وسلم عمامة تسمى السحاب كساها علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فكان ربما طلع عليه كرم الله وجهه فيقول صلى الله عليه وسلم أتاكم علي في السحاب يعني عمامته التي وهبى له صلى الله عليه وسلم وكان إذا اعتم يرخي عمامته بين كتفيه وكان يلبس القلنسوة اللاطئة أي اللاصقة بالرأس وذات الآذان كان يلبسها في الحروب والقلانس الطوال إنما حدثت في أيام الخليفة المنصور وكان صلى الله عليه وسلم يقول فرق بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس أي فإنه صلى الله عليه وسلم كان يلبس القلانس تحت العمائم ويلبس القلانس بغير عمائم ويلبس العمائم بغير قلانس وكان له صلى الله عليه وسلم عمامة سوداء دخل يوم فتح مكة لابسها وعن جابر ابن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال كان للنبي صلى الله عليه وسلم عمامة سوداء يلبسها في العيدين ويرخيها خلفه وجاء أن جبريل عليه السلام كانت عمامته يوم غرق فرعون سوداء ومقدار عمامته الشريفة صلى الله عليه وسلم لم يثبت في حديث قال بعض الحفاظ والظاهر أنها كانت نحو العشرة أذرع أو فوقها بيسير وكانت له صلى الله عليه وسلم خرقة إذا توضأ تمسح بها هذا وفي سفر السعادة لم يكن صلى الله عليه وسلم ينشف أعضاءه بعد الوضوء بمنديل ولا منشفة وإن أحضروا له شيئا من ذلك أبعده والحديث المروي عن عائشة رضي الله عنها كانت له صلى الله عليه وسلم نشافة يتنشف بها بعد الوضوء وحديث معاذ رضي الله عنه في معناه كلاهما ضعيف وقال تنشيف الأعضاء من الوضوء لم يصح فيه الحديث وكانت له صلى الله عليه وسلم ملحفة مورسة إذا أراد أن يدور على نسائه رشها بالماء أي لتظهر رائحتها وكان يصبغ قميصه ورداءه وعمامته بالزعفران أي وفي لفظ كان يصبغ ثيابه كلها بالزعفران حتى العمامة وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه قميص أصفر ورداء أصفر وعمامة صفراء وعن ابن أبي أوفى رضي الله تعالى عنه كان أحب الصبغ إلى رسول الله صلى الله عليه
(٤٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 ... » »»