وقد قال صلى الله عليه وسلم بعث لأتمم مكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال قال وذكر في عوراف المعارف أن في قول عائشة رضي الله عنها خلقه القرآن سرا غامضا حيث عدلت إلى ذلك عن قولها كان متخلقا بأخلاق الله سترا للحال بلطف المقال استحياء من سبحات ذي الجلال ا ه أي فكان صلى الله عليه وسلم متصفا بما فيه من الاجتهاد في طاعة الله والخضوع له والانقياد لأمره والشدة على أعدائه والتواضع لأوليائه ومواساة عباده وإرادة الخير لهم والحرص على كمالهم والاحتمال لآذاهم والقيام بمصالحهم وارشادهم إلى ما يجمع لهم خيري الدنيا والآخرة مع التعفف عن أموالهم إلى غير ذلك من الأخلاق الفاضلة والصفات الكاملة التي اتصف بها صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم وكان صلى الله عليه وسلم أشد الناس خشية وخوفا من الله أي ومن ثم كان صلى الله عليه وسلم يقول أنا أتقاكم لله وأخوفكم منه وعن عائشة رضي الله عنها قالت أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فدخل معي في لحافي ثم قال ذريني أتعبد لربي فقام صلى الله عليه وسلم فتوضأ ثم قام فصلى فبكى حتى سال دمعه على صدره ثم ركع فبكى ثم سجد فبكى ثم رفع رأسه فبكى فلم يزل كذلك حتى جاءه بلال رضي الله عنه فآذنه بالصلاة فقلت يا رسول الله ما يبكيك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا ولم لا أفعل وقد أنزل الله تعالى علي في هذه الليلة * (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب) * إلى قوله * (سبحانك فقنا عذاب النار) * وكان صلى الله عليه وسلم يقول أواه من عذاب الله قبل أن لا ينفع أواه أي ومن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أول من صنعت له النورة ودخل الحمام سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام فلما دخله وجد حره وغمه قال أواه من عذاب الله أواه أواه قبل أن لا يكون أواه أي وفي سفر السعادة لم يدخل صلى الله عليه وسلم الحمام أبدا والحمام الموجودة الآن بمكة شرفها الله تعالى المشهورة بحمام النبي صلى الله عليه وسلم لعلها بنيت في موضع اغتسل فيه صلى الله عليه وسلم مرة هذا كلامه وأرسل صلى الله عليه وسلم وصيفة فأبطأت عليه فقال لها لولا خوف القصاص
(٤٤٥)