السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٤٦
لأوجعتك بهذا السواك وما ضرب صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة امرأة ولا خادمة من أهله قال وعن خادمة أنس رضي الله عنه ما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر فتوانيت عنه أو ما صنعته فلامني ولا لامني أحد من أهله صلى الله عليه وسلم إلا قال دعوه وفي لفظ خدمته في السفر والحضر عشر سنين والله ما قال لي في شيء صنعته لم صنعت هذا هكذا ولا لشيء لم أصنعه لم لم تصنع هذا هكذا وهذا يدل على أنه رضي الله عنه خدمه صلى الله عليه وسلم عند قدومه المدينة وتقدم أن في بعض الروايات ما يدل على أن ابتداء خدمة أنس له صلى الله عليه وسلم في فتح خيبر وتقدم ما فيه ووصف صلى الله عليه وسلم في الكتب القديمة بأنه حلمه صلى الله عليه وسلم يسبق غضبه ولا تزيد شدة الجهل عليه إلا حلما وقد تقدمت قصته صلى الله عليه وسلم مع اليهودي الذي طلب منه وفاء ما اقترض منه صلى الله عليه وسلم قبل حلول الأجل ونظيرها وعن عائشة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن فاحشا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم رجل فلما رآه صلى الله عليه وسلم قال بئس أخو العشيرة وبئس ابن العشيرة فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط اليه فلما انطلق الرجل قالت له عائشة رضي الله عنها يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا ثم تطلقت في وجهه وانبسطت اليه فقال صلى الله عليه وسلم يا عائشة متى عهدتني فحاشا إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اثقله شره قال ابن بطال رحمه الله إن هذا الرجل هو عيينة بن حصن كأنه كان يقال له الأحمق المطاع وهو صلى الله عليه وسلم إنما تطلق في وجهه تألفا له ليسلم قومه لأنه كان المطاع فيهم وأما ذمه صلى الله عليه وسلم له فلانه يعلم ما يقع منه بعد فإنه ارتد في زمن الصديق رضي الله عنه وحارب ثم رجع وأسلم أي وقد قيل إن سبب نزول قوله تعالى * (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا) * الآية أن عيينة هذا قال للنبي صلى الله عليه وسلم وقد قال له أسلم قال على أن تبني لي مقصورة في مسجدك هذا أكون أنا وقومي فيها وتكون أنت معي
(٤٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 441 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 ... » »»