السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤١٢
وخمسين مدا من الطعام وعشرة أمداد من التمر أعطاه ذلك كله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولم عليها وأطعم المساكين خبزا ولحما أي وتزوجها صلى الله عليه وسلم هلال ذي القعدة سنة اربع من الهجرة على الصحيح وهي بنت خمس وثلاثين سنة وقيل نزلت في ذلك اليوم آية الحجاب فإنه صلى الله عليه وسلم لما دعا القوم وطعموا تهيأ صلى الله عليه وسلم للقيام فلم يقوموا فلما رأى ذلك قام وقام من قام وقعد ثلاثة نفر فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل فإذا القوم جلوس فلم يدخل فأنزل الله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي) * الآية وتكلم في ذلك المنافقون وقالوا محمد حرم نساء الأولاد وقد تزوج امرأة ابنه أي لأن زيد بن حارثة كان يقال له زيد بن محمد أي لأنه صلى الله عليه وسلم كان تبناه كما تقدم فأنزل الله تعالى * (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم) * وأنزل * (ادعوهم لآبائهم) * فيمن حينئذك كان يقال له رضي الله تعالى عنه زيد بن حارثة كما تقدم وهي أول نسائه صلى الله عليه وسلم لحوقا به ماتت رضي الله تعالى عنها بالمدينة سنة عشرين ودفنت بالبقيع ولها من العمر ثلاثة وخمسون سنة وصلى عليها عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أي فإن عمر رضي الله تعالى عنه أرسل إلي زينب رضي الله تعالى عنه بالذي لها من العطاء فسترته بثوب وأمرت بتفرقته فكان خمسة وثمانين درهما ثم قالت اللهم لا تدركني عاما لعمر بعد عامي هذا فماتت وهي أول من جعل على نعشها قبلة أي بعد فاطمة رضي الله تعالى عنها فلا يخالف ما سبق مما ظاهره أنه فعل لها ذلك وفي كلام بعضهم أن زينب هذه أول من حمل على نعش وقيل أول من حمل على نعش فاطمة رضي الله تعالى عنها وكانت عائشة رضي الله تعالى عنها تقول في حقها هي التي كانت تساويني في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وما رأيت امرأة قط خيرا في الدين وأتقى لله واصدق في حديث وأوصل للرحم وأعظم صدقة من زينب رضي الله تعالى عنها وقال صلى الله عليه وسلم في حقها إنها لأواهة فقال رجل يا رسول الله ما الأواه قال الخاشع المتضرع وهي أول نسائه صلى الله عليه وسلم لحوقا به كما تقدم وقال له صلى الله عليه وسلم بعض نسائه أينا أسرع بك لحوقا قال أطولكن يدا فاخذن
(٤١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 ... » »»