السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤١١
وماتت أم سلمة رضي الله تعالى عنها في ولاية يزيد بن معاوية وكان عمرها أربعا وثمانين سنة ودفنت بالبقيع وصلى عليها أبو هريرة رضي الله تعالى عنه وقيل سعيد بن زيد وغلط قائله وذكر بعضهم أن تزويج ولدها لها رضي الله تعالى عنهما إنما كان بالعصوبة لان كان ابن ابن عمها ثم تزوج صلى الله عليه وسلم بعد أم سلمة رضي الله تعالى عنها زينب بنت جحش رضي الله تعالى عنها وكان اسمها برة فسماها صلى الله عليه وسلم زينب أي خشي أن يقال خرج من عند برة وهي بنت عمته صلى الله عليه وسلم أميمة بنت عبد المطلب وكانت قبله صلى الله عليه وسلم عند مولاه زيد بن حارثة رضي الله تعالى عنهما ثم طلقها فلما انقضت عدتها زوجه الله إياها أي لأنه صلى الله عليه وسلم أرسل زيد بن حارثة يخطبها له صلى الله عليه وسلم قال زيد فذهبت إليها فجعلت ظهري إلى الباب فقلت يا زينب بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك فقالت ما كنت لأحدث شيئا حتى أؤامر ربي عز وجل فأنزل الله تعالى * (فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها) * فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير إذن فكانت رضي الله تعالى عنها تفتخر بذلك على نسائه صلى الله عليه وسلم وتقول إن الله أنكحني إياه من فوق سبع سماوات وهذا يرد ما قيل إن أخاها أبا أحمد بن جحش زوجها منه صلى الله عليه وسلم قال في النور ويمكن تأويل تزويج أخيها إياها أي وقد ذكر مقاتل رحمه الله أن زيد بن حارثة رضي الله تعالى عنهما لما أراد أن يتزوج زينب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله اخطب على قال له من قال زينب بنت جحش قال لا أراها تفعل إنها أكرم من ذلك نفسا فقال يا رسول إذا كلمتها أنت وقلت زيد أكرم الناس علي فعلت فقال صلى الله عليه وسلم إنها امرأة لسناء فذهب زيد رضي الله تعالى عنه إلى علي كرم الله وجهه فحمله على أن يكلم له النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق معه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه فقال يكلم له النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق معه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه فقال إني فاعل ذلك ومرسلك يا علي إلى أهلها فتكلمهم ففعل ثم عاد يخبره بكراهتها وكراهة أخيها لذلك فأرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم يقول قد رضيته لكم وأقضى ان تنكحوه فأنكحوه وساق لهم عشرة دنانير وستين درهما ودرعا وخمارا وملحفة وإزارا
(٤١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 ... » »»