السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤١٧
يعقد عليه ومهن من عقد عليه وهذا القسم أيضا منه من دخل به ومنه من لم يدخل به وفي لفظ جملة من عقد عليه ثلاثة وعشرون امرأة والذي دخل به منهن اثنا عشرة فمن غير المدخول بها غزية وهي أم شريك العامرية وهذه قبل دخوله بها طلقهاولم يراجعها وهناك أم شريك السلمية أخرى وهي خولة أو خويلة ولم يدخل بها وهناك أم شريك ثالثة وهي الغفارية وأم شريك رابعة وهي الأنصارية واختلف في الواهبة نفسها فقيل ميمونة وقيل أم شريك غزية وقيل أم شريك خولة التي لم يدخل بها ورجح القول الثاني الحصني حيث اقتصر عليه في كتاب المؤمنات فقال ومنهن أم شريك واسمها غزية وهي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يقبلها على ما قاله الأكثرون فلم تتزوج حتى مات عليه الصلاة والسلام قال ابن عباس رضي الله عنهما وقع في قلب أم شريك الإسلام وهي بمكمة فأسلمت ثم جعلت تدخل على نساء قريش سرا فتدعوهن للإسلام وترغبهن فيه حتى ظهر أمرها لأهل مكة فأخذوها وقالوا لولا قومك لفعلنا بك وفعلنا ولكنا نسيرك إليهم قالت فحملوني على بعير ليس تحتي شيء ثم تركوني ثلاثا لا يطعموني ولا يسقوني وكانوا إذا نزلوا منزلا أوقفوني في الشمس واستظلوا فبينما هم قد نزلوا منزلا وأوقفوني في الشمس إذا أنا بأبرد شيء على صدري فتناولته فإذا هو دلو من ماء فشربت قليلا ثم نزع مني ورفع ثم عاد فتناولته فشربت منه ثم رفع ثم عاد ثم رفع مرارا فشربت منه حتى رويت ثم أفضت سائره على جسدي وثيابي فلما استيقظوا إذا هم بأثر الماء على ثيابي فقالوا انحللت فأخذت سقاءنا فشربت منه فقلت لا والله ولكنه كان من الامر كذا وكذا فقالوا لئن كنت صادقة لدينك خير من ديننا فلما نظروا إلى أسقيتهم وجدوها كما تركوها فأسلموها عند ذلك وأقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوهبت نفسها له بغير مهر فقبلها ودخل عليها قال وفي ذلك أن من صدق في حسن الاعتماد على الله وقطع طمعه عما سواه جاءته الفتوحات من الغيب هذا كلامه وقد كان صلى الله عليه وسلم أرجأ من نسائه خمسا سودة وصفية وجويرية وأم حبيبة
(٤١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 ... » »»