رحم وان ابن أخي أخبرني أن الله تعالى سلط عليها الأرضة لم تدع ما كتبتم الا باسمك اللهم والله أعلم قال أبو طالب فإن كان الحديث كما يقول فأفيقوا أي وفى رواية نزعتم أي رجعتم عن سوء رأيكم أي وان لم ترجعوا فوالله لا نسلمه حتى نموت من عند اخرنا وان كان الذي يقول باطلا دفعنا إليكم صاحبنا فقتلتم أو استحييتم فقالوا قد رضينا بالذي تقول أي وفى رواية أنصفتنا ففتحوا الصحيفة فوجدوا الامر كما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فلما رأت قريش صدق ما جاء به أبو طالب قالوا أي قال أكثرهم هذا سحر ابن أخيك وزادهم ذلك بغيا وعدوانا وبعضهم ندم وقال هذا بغى منا على اخواننا وظلم لهم أي وقد جاء أن أبا طالب قال لهم أي بعد أن وجدوا الامر كما أخبر به صلى الله عليه وسلم يا معشر قريش علام نحصر ونحبس وقد بان الامر وتبين أنكم أولى بالظلم والقطيعة والإساءة ودخلوا بين أستار الكعبة وقالوا اللهم انصرنا على من ظلمنا وقطع أرحامنا واستحل ما يحرم عليه منا ثم انصرفوا إلى الشعب وعند ذلك مشى طائفة منهم وهم خمسة في نقض الصحيفة أي ما تضمنته وهم هشام بن عمرو بن الحارث وزهير بن أمية ابن عمته صلى الله عليه وسلم عاتكة بنت عبد المطلب وقد أسلم بعد ذلك كالذي قبله كما تقدم والمطعم بن عدي مات كافرا كما تقدم وأبو البحتري بن هشام قتل ببدر كافرا كما تقدم وزمعة بن الأسود قتل ببدر كافرا واختلف في كاتب الصحيفة فعند ابن سعد أنه بغيض بن عامر فشلت يده ولم يعرف له اسلام وعند ابن إسحاق أن الكاتب لها هشام بن عمرو المتقدم ذكره قال وقيل إن الكاتب لها منصور بن عكرمة أي فشلت يده فيما يزعمون كذا في النور نقلا عن سيرة ابن هشام وقيل النضر بن الحارث فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فشلت بعض أصابعه وهو ممن قتل على كفره عند منصرفه صلى الله عليه وسلم من بدر وقيل الكاتب لها طلحة بن أبي طلحة العبدري قال ابن كثير رحمه الله والمشهور أنه منصور ويجمع بين هذه الأقوال باحتمال أن يكون كتب بها نسخ أي فكل كتب نسخة انتهى أي وينبغي أن يكون الذي شلت يده هو كاتب الصحيفة التي علقت في الكعبة ولعلها هي التي كتبت أولا والى أكل الأرضة الصحيفة والى عد الخمسة الذين سعوا في نقض الصحيفة أشار صاحب الهمزية بقوله
(٣٦)