السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٤٧
ويرده أيضا ما جاء في رواية أنه صلى الله عليه وسلم لما كرر على أبى طالب أن يقول كلمة الشهادة وهو يأبى إلى أن قال هو على دين عبد المطلب قال صلى الله عليه وسلم أما والله لأستغفرن لك مالم أنه عن ذلك أي عن الاستغفار لك فأنزل الله عز وجل ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم أي وتقدم أن سبب نزول هذه الآية طلب استغفاره لأمه عند زيارة قبرها أن يقال لا مانع من تكرر سبب نزولها لجواز أنه صلى الله عليه وسلم جوز الفرق بين أمه وعمه لأن أمه لم تدع للإسلام بخلاف عمه وفى منع استغفاره لأمه ما تقدم ولا يشكل على ذلك قوله يوم أحد اللهم اغفر لقومي لأن ذلك أي غفران الذنوب مشروط بالتوبة أي الإسلام فكأنه صلى الله عليه وسلم دعا لهم بالتوبة التي هي الإسلام ويؤيده رواية اللهم اهد قومي أي للإسلام قال وأيضا جاء في صحيح ابن حيان عن علي رضى الله تعالى عنه قال لما مات أبو طالب أتيت رسول الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إن عمك الشيخ الضال قد مات قال اذهب فواره قال على رضى الله تعالى عنه فلما واريته جئت إليه فقال لي اغتسل أقول لأنه غسله وبه وبقوله صلى الله عليه وسلم من غسل ميتا فليغتسل استدل أئمتنا على أن من غسل ميتا مسلما أو كافرا استحب له أن يغتسل وروى البيهقي خبر أن عليا رضى الله تعالى عنه غسله بأمر النبي صلى الله عليه وسلم له بذلك لكن ضعفه وفى رواية عن علي رضى الله تعالى عنه لما أخبرت النبي صلى اله عليه وسلم بموت أبى طالب بكى وقال اذهب فاغسله وكفنه وواره غفر الله له ورحمه وأما ما روى عنه أنه صلى الله عليه وسلم عارض جنازة عمه أبى طالب فقال وصلتك رحم وجزيت خيرا يا عم فقال الذهبي إنه خبر منكر والله أعلم وجاء أيضا أنه ذكر عنده عمه أبو طالب فقال إنه ستنفعه شفاعتي وفى رواية لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار أي مقدار ما يغطى بطن قدميه وفى رواية في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلى منها دماغه وفى لفظ عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة شفعت لأبى وأمي وعمى أبى طالب وأخ لي كان في الجاهلية يعنى أخاه من حليمة كما في رواية تأتى
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»