السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٧١٦
ولما كان في حجة الوداع ووقف صلى الله عليه وسلم بعرفة فقال لعر بن الخطاب رضي الله عنه هذا الذي قلت لكم وفيه أنه لم يتقدم في الرؤيا أنه صلى الله عليه وسلم يأخذ المفتاح ولا أن يقف بفعرة إلا أن يقال يجوز أن يكون صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك بعد الرؤيا وأن المراد مجرد دخول مكة والله أعلم وأصابهم مطر في الحديبية لم يبل أسفل نعالم أي ليلا فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صلوا في رحالكم أي ووقع مثل ذلك في حنين أنه أصابهم مثله فأمر صلى الله عليه وسلم مناديه أن ينادي ألا صلوا في رحالكم وقال صلى الله عليه وسلم صبيحة ليلة الحديبية لما صلى بهم أتدرون ما قال ربكم قالوا الله ورسوله أعلم قال قال الله عز وجل أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا برحمة الله وفضله فهو مؤمن بالله وكافر بالكواكب ومن قال مطرنا بنجم كذا وفي رواية بنو كذا وكذا فهو مؤمن بالكواكب كافر بي وهذا عند أئمتنا مكروه لا حرام أي لأن المراد بالإيمان شكر نعمة الله حيث نسبها إلى الله والكفر كفران النعمة حيث نسبها لغيره فإن اعقتد أن النجم هو الفاعل كان الكفر فيه على حقيقته وهو ضد الإيمان والأول إنما نهى عنه لأن كان من أمر الجاهلية وإلا فهذا التركيب لا يقتضي أن يكون نؤ كذا فاعلا ومن ثم لو قال مطرنا في نؤ كذا أي في قوت نوء كذا لم يكره وكان ابن أبي ابن سلول قال هذا نوء الخريف مطرنا بالشعرى أي وسمي الخريف خريفا لأنه تخترف فيه الثمار أي تقطع والنوء سقوط نجم ينزل في الغرب مع الفجر وطلوع رقيبه من المشرق من أنجم المنازل وذلك يحصل في كل ثلاثة عشر يوما إلا الجبهة النجم المعروف فإن لها أربعة عشر يوما قال بعضهم والأنواء ثمانية وعشرون نوءا أي نجما كان العرب يعتقدون أن من ذلك يحدث المطر أو الريح وفي الحديث لو حبس الله القطر عن الناس سبع سنين ثم أرسله أصبح طائفة منهم به كافرين يقولون مطرنا بنوء المجرة بسكر الميم نجم يقال هو الدبران وعن أبي هريرة رضي الله عنه إن الله ليصبح القوم بالنعمة ويمسيهم بها فتصبح طائفة منهم بها كافرين يقولون مطرنا بنوء كذا
(٧١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 711 712 713 714 715 716 717 718 719 720 721 ... » »»