السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٧٣٤
أو لأبعثن إليكم رجلا مني وفي رواية مثل نفسي فليضربن أعناقكم وليسيبن ذراريكم وليأخذن أموالكم قال عمر رضي الله عنه فوالله ما تمنينت الإمارة إلا يومئذ وجعلت أنصب صدري له صلى الله عليه وسلم رجاء أن يقول هو هذا فالتفت صلى الله عليه وسلم إلى علي كرم الله وجهه فأخذ بيده وقال هو هذا هو هذا وقد يقال لا يلزم من محبة الشيء تمنيه بخلاف العكس ففي هذه الغزاة أحب الإمارة وما تمناها وفي وفد ثقيف المتأخر عن هذه الغزاة تمناها لأن الوصف في ذلك أبلغ من الوصف هنا فليتأمل ويروى أن عليا كرم الله وجهه لما بلغه مقالته صلى الله عليه وسلم أي في خيبر قال اللهم لا مطعي لما منعت ولا مانع لما أعطيت فبعث صلى الله عليه وسلم إلى عليا كرم الله وجهه وكان أرمد شديد الرمد أي وكان قد تخلف في المدين ثم لحق بالقم أي فقيل له إنه يشتكى عينيه فقال صلى الله عليه وسلم من يأتيني به فذهب اليه سلمة ابن الأكوع رضي الله عنه وأخذ بيده يقوده حتى أتى به النبي صلى الله عليه وسلم قد عصب عينيه فعقد له صلى الله عليه وسلم اللواء أي لواءه الأبيض فعن ابن إسحاق وابن سعد لم تكن الرايات إلا يوم خيبر أي فإنه صلى الله عليه وسلم فرق الرايات يومئذ بين أبي بكر وعمر والحباب بن المنذر وسعد بن عبادة رضي الله عنهم وإنما كانت الألوية وكانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء من برد لعائشة رضي الله عنها تدعى العقاب وفي كلام المقريزي لما ذكر رتب الرياسة في الجاهلية ذكر أن العقاب كان في الجاهلية راية تكون لرئيس الحرب وجاء الإسلام وهي عند أبي سفيان وجاء الإسلام والسدانة واللواء عند عثمان بن أبي طلحة من بني عبد الدار وفي سيرة الحافظ الدمياطي رحمه الله وكانت له صلى الله عليه وسلم راية سوداء مربعة من نمرة مخملة يقال لها العقاب وكان له راية صفراء ولواؤه أبيض دفعه إلى علي كرم الله وجهه وفيه أن ذلك اللواء يقال له العقاب وفي سيرة الحافظ الدمياطي رحمه الله وكانت ألويته صلى الله عليه وسلم بيضاء وربما جعل فيها الأسود ولعل السواد كان كتابة في ذلك العلم ولعل هذا اللواء الذي فيه الأسود هو المعنى بما جاء في بعض الروايات كان له صلى الله عليه وسلم لواء ابيض مكتوب فيه لا إله
(٧٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 729 730 731 732 733 734 735 736 737 738 739 ... » »»