السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٧٠٤
تعالى عنه بايع تحت تلك الشجرة وقيل لها بيعة الرضوان أي لأنه صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة رواه مسلم وكانوا ألفا وأربعمائة على الصحيح وجاء أنه صلى الله عليه وسلم قال يا أيها الناس إن الله قد غفر لأهل بدر والحديبية وتقدم أن الواو بمعنى أو في حديث لا يدخل النار من شهد بدرا والحديبية بدليل رواية مسلم هذه ومن ثم قال ابن عبد البر رحمه الله ليس في غزواته صلى الله عليه وسلم ما يعدل بدرا أو يقرب منها إلا غزوة الحديبية والراجح تقديم غزوة أحد على غزوة الحديبية وأنها التي تلى بدرا في الفضيلة وأول من بايعه صلى الله عليه وسلم سنان بن أبي سنان الأسدي كذا في الأصل أنه الصواب بعد أن حكى أن أول من بايع أبو سنان أي وهو ما ذهب اليه في الاستيعاب حيث قال الأكثر الأشهر أن أبا سنان أول من بايع بيعة الرضوان أي لا ابنه سنان وأبو سنان هذا هو أخو عكاشة بن محصن رضي الله عنه وكان أكبر من أخيه عكاشة بعشرين سنة وضعفه في الأصل بأن أبا سنان رضي الله عنه مات في حصار بني قريظة ودفن بمقبرتهم أي كما تقدم ولما بايعه سنان قال للنبي صلى الله عليه وسلم أبايعك على ما في نفسك قال وما في نفسي قال أضرب بسيفي بين يديك حتى يظهرك الله أو أقتل وصار الناس يقولون له صلى الله عليه وسلم نبايعك على ما بايعك عليه سنان وقيل أول من بايع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وقيل سلمة بن الأكوع قال وذكر أن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه بايع ثلاث مرات أول الناس ووسط الناس وآخر الناس بأمره له صلى الله عليه وسلم في الثانية والثالثة بعد قول سلمة له قد بايعت فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيضا وذلك ليكون له في ذلك فضيلة أي لأنه صلى الله عليه وسلم أراد أن يؤكد بيعته لعلمه بشجاعته وعنايته بالإسلام وشهرته في الثبات أي بدليل ما وقع له رضي الله عنه في غزوة ذي قرد بناء على تقدمها على ما هنا أو تفرس فيه صلى الله عليه وسلم ذلك بناء على تأخرها وبايع عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما مرتين أي وقد قيل في سبب نزول قوله تعالى * (لا تحلوا شعائر الله) * الآية أن المسلمين لما
(٧٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 699 700 701 702 703 704 705 706 707 708 709 ... » »»