تعلموها وتعلمها هو من رجل من الجن في خبر ذكره المسعودي أي وإنما كتبها بعد أن قال المسلمون والله لا يكتب إلا بسم الله الرحمن الرحيم فضج المسلمون وعن الشعبي رحمه الله كان أهل الجاهلية يكتبون باسمك اللهم فكتب النبي أول ما كتب باسمك اللهم وتقدم أنه كتب ذلك في أربع كتب حتى نزلت * (بسم الله مجراها ومرساها) * فكتب باسم الله ثم نزلت * (ادعوا الله أو ادعوا الرحمن) * فكتب بسم الله الرحمن ثم نزلت * (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم) * أي فكتبها وهذا السياق يدل على تأخر نزول الفاتحة عن هذه الآيات لأن البسملة نزلت أولها وتقدم الخلاف في وقت نزولها فليتأمل ثم قال صلى الله عليه وسلم اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو فقال سهيل بن عمرو لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ولم اصدك عن البيت ولكن اكتب باسمك واسم أبيك أي وفي لفظ لو أعلم أنك رسول الله ما خالفتك واتبعتك أفترغب عن اسمك واسم أبيك محمد بن عبد الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي كرم الله وجهه امحه وفي لفظ امح رسول الله فقال علي كرم الله وجهه ما أنا بالذي أمحاه وفي لفظ لا أمحوك وفي لفظ والله لا أمحوك أبدا فقال أرنيه فأراه إياه فمحاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة وقال اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو وقال أنا والله رسول الله وإن كذبتموني وأنا محمد بن عبد الله وفي لفظ فجعل علي يتلكأ ويأبى أن يكتب إلا محمد رسول الله فقال له صلى الله عليه وسلم اكتب فإن لك مثلها تعطيها وأنت مضطهد أي مقهور وهو إشارة منه صلى الله عليه وسلم لما سيقع بين علي ومعاوية رضي الله تعالى عنهما فإنهما في حرب صفين وقعت بينهما المصالحة على ترك القتال إلى رأس الحول وكان القتال في صفر دام مائة يوم وعشرة أيام قتل فيه سبعون ألفا خمسة وعشرون ألفا من جيش علي كرم الله وجهه من جملة تسعين ألفا وخمسة وأربعون ألفا من جيش معاوية من جملة مائة وعشرين ألفا فلما كتب الكاتب في الصلح هذا ما صالح عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال عمرو بن العاص رضي الله عنهما الذي هو أحد الحكمين اكتب اسمه واسم أبيه وأرسل معاوية يقول لعمرو
(٧٠٧)