السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٧٠٠
يا ابا يعفور ولكن نرده عامنا هذا ويرجع إلى قابل فقال ما أراكم إلا ستصيبكم قارعة ثم انصرف هو ومن معه إلى الطائف وعروة هذا هو ابن مسعود الثقفي وهو عظيم القريتين الذي عنته قريش بقولها * (لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم) * وقيل المعنى بذلك الوليد بن المغيرة ويقال إن عروة هذا كان جدا للحجاج لأمه ويدل ذلك كما يدل للأول ما حكى عن الشعبي أنه سأل الحجاج وهو والي العراق حاجة فاعتل عليه فيها فكتب اليه والله لا أعذرك وأنت والي العراقين وابن عظيم القريتين ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم خراش ين أمية الخزاعي رضي الله عنه فبعثه إلى قريش وحمله صلى الله عليه وسلم على بعير له يقال له الثعلب ليبلغ أشرافهم عنه ما جاء له فعقروا به جمل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي عقره عكرمة بن أبي جهل وأسلم بعد ذلك رضي الله عنه وأرادوا قتله فمنعه الأحابيش فخلوا سبيله حتى اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره بما لقي ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليبعثه ليبلغ عنه أشراف قريش ما جاء له فقال يا رسول الله إنما أخاف قريشا على نفسي وما بمكة من بني عدي بن كعب أحد يمنعني وقد عرفت قريش عداوتي إياها وغلظتي عليها ولكن أدلك على رجل أعز بها مني عثمان بن عفان رضي الله عنه أي فإن بني عمه يمنعونه فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه فبعثه إلى أبي سفيان وأشراف قريش يخبرهم أنه لم يأت لحرب وأنه لم يأت إلا زائر لهذا البيت ومعظما لحرمته أي ولعل ذكر أبي سفيان من غلط بعض الرواة لما تقدم أنه لم يكن حاضرا بالحديبية أي صلحها وأمر صلى الله عليه وسلم عثمان أن يأتي رجالا مسلمين بمكة ونساء مسلمات يدخل عليهم ويبشرهم بالفتح ويخبرهم أن الله وشيك أي قريب أن يظهر دينه بمكة حتى لا يستخفى فيها بالإيمان وذكر بعضهم أنه صلى الله عليه وسلم بعث عثمان رضي الله عنه بكتاب لقريش أي قيل فيه إنه ما جاء لحرب أحد وإنما جاء معتمرا بدليل ما يأتي في ردهم عليه وقيل فيه ما وقع بين النبي صلى الله عليه وسلم وسهيل بن عمر وليقع الصلح بينهم على أن يرجع في هذه السنة الحديث وأنهم لما احتبسوه أمسك صلى الله عليه وسلم سهيل بن عمرو عنده كذا في شرح الهمزية لان حجر وقدمه على الأول فليتأمل
(٧٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 695 696 697 698 699 700 701 702 703 704 705 ... » »»