السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٧٠٨
لا تكتب أن عليا أمير المؤمنين لو كنت أعلم أنه أمير المؤمنين ما قاتلته فبئس الرجل أنا إن أقررت أنه أمير المؤمنين ثم أقاتله ولكن اكتب علي بن أبي طالب وامح أمير المؤمنين فقيل له يا أمير المؤمنين لا تمح إمارة اسم أمير المؤمنين فإنك إن محوتها لا تعود إليك فلما سمع علي كرم الله وجهه ذلك وأمره بمحوها وقال امحها تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديبية ما تقدم ومن ثم قال الله أكبر مثلا بمثل والله إني لكاتب رسول الله يوم الحديبية إذ قالوا لست برسول الله ولا نشهد لك بذلك اكتب اسمك واسم أبيك محمد بن عبد الله فقال عمرو بن العاص رضي الله عنه سبحان الله أنتشبه بالكفار فقال له علي كرم الله وجهه يا ابن النابغة أي العاهرة ومتى كنت عدوا للمسلمين هل تشبه إلا أمك التي وقعت بك فقال عمرو لا يجمع بيني وبينك مجلس أبدا فقال علي كرم الله وجهه إني لأرجو الله أن يطهر مجلسي منك ومن أشباهك وذكر أن أسيد بن حضير وسعد بن عبادة رضي الله عنهما أخذا بيد علي كرم الله وجهه ومنعاه أن يكتب إلا محمد رسول الله وإلا فالسيف بيننا وبينهم وضجت المسلمون وارتفعت الأصوات وجعلوا يقولون لم نعط هذه الدنية في ديننا فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم ويومئ بيده إليهم أن اسكتوا ثم قال أرنيه الحديث وكان الصلح على وضع الحرب عن الناس عشر سنين وقيل سنتين وقيل أربع سنين أي وصححه الحاكم تأمن فيه الناس ويكف بعضهم عن بعض أي ويقال لهذا العقد هدنة ومهادنة وموادعة ومسالمة وقال زيادة على اشتراط الكف عن الحرب على أنه من أتى محمدا صلى الله عليه وسلم من قريش ممن هو على دين محمد بغير إذن وليه رده إليه ذكرا كان أو أنثى قال السهيلي رحمه الله وفي رد المسلم إلى مكة عمارة البيت وزيادة خير له في الصلاة بالمسجد الحرام والطواف بالبيت فكان هذا من تعظيم حرمات الله هذا كلامه ومن أتى قريشا ممن كان مع محمد أي مرتدا ذكرا كان أو أنثى لم نرده اليه وهذا الثاني يوافق قول أئمتنا معاشر الشافعية يجوز شرط أن لا يردوا من جائهم مرتدا والأول يخالف قولهم لا يجوز شرط رد مسلمة تأتينا منهم فإن شرط فسد الشرط والعقد إلا أن يقال هذا ما وقع عليه الأمر أولا ثم نسخ كما سيأتي وشرطوا أنه من أحب أن يدخل
(٧٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 703 704 705 706 707 708 709 710 711 712 713 ... » »»