السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٧٠٢
إنه كان يرمى بالنفاق وقد نزل في حقه في غزوة أي غزوة تبوك من الآيات ما يدل على ذلك كما سيأتي وهو ابن عمة البراء بن معرور رضي الله عنه وكان سيد بني سلمة بسكر اللام في الجاهلية وقد قال صلى الله عليه وسلم لبني سلمة من سيدكم قالوا الجد بن قيس أي على بخل فيه قال وأي أدوأ من البخل ثم قال صلى الله عليه وسلم بل سيدكم عمرو بن الجموح وقيل قالوا يا رسول الله من سيدنا قال سيدكم بشر بن البراء بن معرور وهذا قال ابن عبد البر إن النفس اليه أميل ومما يدل للأول ما أنشده شاعر الأنصار رضي الله عنهم من قوله * وقال رسول الله والحق قوله * لمن قال منا من تسموه سيدا * فقالوا له جد بن قيس على التي * نبخله فيها وإن كان أسودا * فتى ما يخطى خطوه لدنيئه * ولا مد يوما ما إلى سوأة يدا * فسود عمرو بن الجموح لجوده * وحق لعمرو بالندى لأن يسودا * إذ جاءه السؤال أنهب ماله * وقال خذوه إنه عائد غدا * ولو كنت يا جد بن قيس على التي * على مثلها عمر ولكنت المسودا * أي وبايع صلى الله عليه وسلم عن عثمان فوضع يده على يده أي وضع يده اليمنى على يده اليسرى وقال اللهم إن هذه عن عثمان فإنه في حاجتك وحاجة رسولك أي وفي لفظ قال اللهم إن عثمان ذهب في حاجة الله وحاجة رسوله فأنا أبايع عنه فضرب بيمينه شماله وما ذاك إلا أنه صلى الله عليه وسلم علم بعدم صحة القول بأن عثمان قد قتل أو أن ذلك كان بعد مجئ الخبر له صلى الله عليه وسلم بأن القول بقتل عثمان رضي الله عنه باطل وفيه أنه حيث علم صلى الله عليه وسلم أن عثمان لم يقتل لا معنى للبيعة لأن سببها كما علمت بلوغه الخبر أن عثمان قد قتل إلا أن يقال سببها ما ذكر وقتل العشرة من الصحابة ويدل لذلك ما يأتي قريبا أن عثمان رضي الله عنه بايع بعد مجيئه من مكة فليتأمل أي وبهذا يرد ما تمسك به بعض الشيعة في تفضيل علي كرم الله وجهه على عثمان رضي الله عنه لأن عليا كان من جملة من بايع تحت الشجرة وقد خوطبوا بقوله صلى الله عليه وسلم أنتم خير أهل الأرض فإنه صريح في تفضيل أهل الشجرة على غيرهم
(٧٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 697 698 699 700 701 702 703 704 705 706 707 ... » »»