السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٦٩٩
المغيرة فقتلهم وأخذ أموالهم وجاء وأسلم فاختصم بنو مالك مع رهط المغرة وشرعوا في المحاربة فسعى عروة في إطفاء نار الحرب وصالح بني مالك على ثلاث عشرة دية ودفعها عروة ولما أسلم المغيرة قال له النبي صلى الله عليه وسلم أما الإسلام فأقبل وأما المال فلست منه في شيء وفيه أن هذا مال حربي قصد أخذه والتغلب عليهم إلا أن يقال هؤلاء مؤمنون منه لأنهم اطمأنوا إليه أي ويذكر أن المغيرة بن شعبة هذا رضي الله عنه كان من دهاة العرب واحصن في الإسلام ثمانين امرأة ويقال ثلاثمائة امرأة وقيل الف امرأة قيل لإحدى نساء المغيرة إنه لدميم أعور فقالت هو والله عسيلة يمانية في ظرف سوء ولما ولى رضي الله عنه الكوفة ارسل يخطب بنت النعمان بن المنذر فقالت لرسوله قل له ما قصدت إلا أن يقال تزوج المغيرة الثقفي بنت النعمان بن المنذر وإلا فأي حظ لشيخ أعور في عجوز عمياء وهذه هي القائلة لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لما وفدت عليه وهو والي الكوفة وأكرمها في دعائها له * ملكتك يد افتقرت بعد غنى * ولا ملكتك يد استغنت بعد فقر * ولا جعل الله لك إلى لئيم حاجة * ولا أزال عن كريم نعمة إلا جعلك السبب في عودها اليه * إنما يكرم الكريم الكريم والمغيرة بن شعبة رضي الله عنه أول من حيا سيدنا عمر رضي الله عنه بأمير المؤمنين وعند مجئ عروة اخبر صلى الله عليه وسلم عروة بما أخبر به من تقدم من أنه لم يأت لحرب فقام من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رأى ما يصنع به أصحابه لا يتوضأ أي يغسل يديه إلا ابتدروا وضوءه أي كادوا يقتتلون عليه ولا يبصق بصاقا الا ابتدروه أي يدلك به من وقع في يده وجهه وجلده ولا يسقط من شعره شيء الا اخذوه أي وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ولا يحدون النظر اليه تعظيما له صلى الله عليه وسلم فقال يا معشر قريش إني جئت كسرى في ملكه وقيصر في ملكه والنجاشي في ملكه والله ما رأيت ملكا في قومه قط مثل محمد في أصحابه ولقد رايت قوما لا يسلمونه لشيء أبدا فروا رأيكم فإنه عرض عليكم رشدا فاقبلوا ما عرض عليكم فإني لكم ناصح مع إني أخاف أن لا تنصروا عليه فقالت له قريش لا تتكلم بهذا
(٦٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 694 695 696 697 698 699 700 701 702 703 704 ... » »»