السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٦٩٦
ويعظمون امر الإله وفي لفظ يعظمون البدن وفي لفظ يعظمون الهدى ابعثوا الهدى في وجهه حتى يراه فلما رأى الهدى يسيل عليه بقلائده من عرض الوادي بضم المهملة أي ناحيته وأما ضد الطول فبفتح المهملة قد اكل أو باره من طول الحبس عن محله بكسر الحاء المهملة موضعه الذي ينحر فيه من الحرم أي يرجع الحنين واستقبله الناس يلبون قد شعثوا صاح وقال سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت أبي الله أن يحج لخم وجذام ونهد وحمير ويمنع ابن عبد المطلب هلكت قريش ورب الكعبة إنما القوم أتوا عمارا أي معتمرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل يا أخا بني كنانة وقيل إنه بمجرد أن رأى هذا الأمر رجع إلى قريش ولم يصل إلى رسول صلى الله عليه وسلم إعظاما لما رأى فقال لهم في ذلك أي قال إني رأيت ما لا يحل منعه رايت الهدى في قلائده قد أكل أوباره أي معكوفا عن محله والرجال قد شعثوا وقملوا فقالوا له اجلس إنما أنت أعرابي ولا علم لك أي فما رأيت من محمد مكيدة فعند ذلك غضب الحليس وقال يا معشر قريش والله ما على هذا حالفناكم ولا على هذا عاقدناكم أيصد عن بيت الله من جاءه معظما والذي نفس الحليس بيده لتخلن بين محمد وما جاء له أو لأنفرن بالأحابيش نفرة رجل واحد فقالوا له مه أي كف يا حليس حتى نأخذ لأنفسنا ما نرضى به ثم بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عروة بن مسعود الثثقفي رضي الله عنه فإنه أسلم بعد ذلك وهذا هو الذي شبهه صلى الله عليه وسلم بعيسى أبن مريم عليه السلام ولم قتله قومه قال صلى الله عليه وسلم مثله في قومه كصاحب يس كما سيأتي ذلك فقال يا معشر قريش إني رايت ما يلقى منكم من بعثموه إلى محمد إذا جاءكم من التعنيف وسوء اللفظ وقد عرفتم أنكم والد وأني ولد فقالوا صدقت وهذا يدل على أن ذهاب عروة بن مسعود رضي الله تعالى عنه إنما كان بعد تكرار الرسل من قريش اليه صلى الله عليه وسلم وبه يعلم ما في المواهب أن عروة لما سمع قريشا توبخ بديلا ومن معه من خزاعة قال أي قوم ألستم بالوالد إلى آخره وفي لفظ ألستم كالوالد أي كل واحد منكم كالوالد لي وانا كالولد له وقيل أنتم حي قد ولدني لأن أمه سبيعة بنت عبد شمس قالوا بلى
(٦٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 691 692 693 694 695 696 697 698 699 700 701 ... » »»