السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٦٩٨
أي لان عروة كان عم والد المغيرة فالمعيرة يقول لهم يا عم لأن كل قريب من جهة الأب يقال له عم وليس في الصحيح لفظ ابن أخيك فقال أي غدر أي يا غادر وهل غسلت غدرتك وفي لفظ سوأتك وفي لفظ ألست أسعى ي غدرتك إلا بالأمس وفي لفظ يا غدر والله ما غسلت عنك غدرتك بعكاظ الا بالأمس وقد أورثتنا العداو من ثقيف إلى آخر الدهر قيل أراد عروة بذلك أنه الذي ستر غدر المغيرة بالأمس لأن المغيرة رضي الله عنه قتل قبل إسلامه ثلاثة عشر رجلا من بني مالك من ثقيف وفد هو وإياهم مصر على المقوقس بهدايا قال وكنا سدنة اللات أي خدامها واشتشرت عمى عروة في مرافقتهم فأشار علي بعدم ذلك قال فلم أطع رأيه فأنزلنا المقوقس في كنيسة للضيافة ثم أدخلنا عليه فقدموا الهدية له فاستخبر كبير القوم عني فقال ليس منا بل من الأحلاف فكنت أهون ألقم عليه فأكرمهم وقصر في حقي فلما خرجوا لم يعرض علي أحد منهم مواساة فكرهت أن يخبرا أهلنا بإكرامهم وازدراء الملك بي فأجمعت قتلهم ونزلنا محلا فعصبت رأسي فعرضوا علي الخمر فقلت رأسي تصدع ولكن أسقيكم فسقيتهم وأكثر لهم بغير مزج حتى همدوا فوثبت عليهم فقتلتهم جميعا وأخذت كل ما معهم وقدمت على نبي الله صلى الله عليه وسلم في مسجده فسلمت عليه وقلت أشهد أن لا أله ألا الله وأن محمدا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي هداك للإسلام يا مغيرة فقال أبو بكر رضي الله عنه من مصر قدمت قلت نعم قال فما فعل المالكيون الذين كانوا معك لأنهم من بني مالك فقلت كان بيني وبينهم ما يكون بين العرب وقتلتهم وجئت بأسلابهم ليخسمها النبي صلى الله عليه وسلم أو يرى فيه رأيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما إسلامك فقبلته ولا آخذ من أموالهم شيئا ولا أخمسه فإن غدر والغدر لا خير فيه فقلت يا رسول الله إنما قتلتهم وأنا على دين قومي ثم أسلمت فقال صلى الله عليه وسلم الإسلام يجب ما قبله قال وبلغ ذلك ثقيفا فتداعوا للقتال واصطلحوا على أن يحمل عمى عروة ثلاث عشرة دية وفي رواية لما وردوا على المقوقس أعطى كل واحد منهم جائزة ولم يعط المغيرة شيئا فحقد عليهم فلما رجعوا نزلوا منزلا وشربوا خمرا ولما سكروا وناموا وثب عليهم
(٦٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 693 694 695 696 697 698 699 700 701 702 703 ... » »»