السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٧١١
وسلم فأجره لي فقال ما أنا مجير ذلك لك قال بلى فافعل قال ما انا بفاعل فقال مكروز وحويطب قد أجرناه لك لا نعذبه أي وهذا وما تقدم يخالف قول ابن حجر الهيتمي رحمه الله ان مجيء أبي جندل كان قبل عقد الهدنة معهم رواه البخاري وعند ذلك قال حويطب لمكرز ما رأيت قوما قط أشد حبا لمن دخل معهم من أصحاب محمد أما أني أقول لك لا تأخذ من محمد نصفا ابدا بعد هذا اليوم حتى يدخلها عنوه فقال مكرز وأنا أرى ذلك وعند ذلك وثب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومشى إلى جنب أبي جندل أي وأبوه سهيل بجنبه يدفعه وصار عمر رضي الله عنه يقول لأبي جندل اصبر يا أبا جندل فإنما هم المشركون وانما دم أحدهم كدم كلب اى ومعك السيف يعرض له بقتل أبيه اى وفى رواية ان دم الكافر عند الله كدم الكلب ويدني قائم السيف منه أي وفى لفظ وجعل يقول يا أبا جندل ان الرجل يقتل أباه في الله والله لو أدركنا أباءنا لقتلناهم في الله فقال له أبو جندل ما لك لا تقتله أنت فقال عمر نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتله وقتل غيره فقال أبو جندل رضي الله عنه ما أنت أحق بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم مني فقال عمر رضي الله عنه وددت أن يأخذ السيف فيضرب أباه فضن الرجل بأبيه وفيه كيف يظن عمر حينئذ جواز قتله لآبيه حتى يعرض له به الا أن يقال ظن ذلك لكونه يريد أن يفتنه عن دينه ويرجع إلى الكفر وإن كان صلى الله عليه وسلم قال له يا أبا جندل اضبر واحتسب ورجع أبو جندل إلى مكة في جوار مكرز بن حفص أي وحويصب فأدخلاه مكانا وكف عنه أبوه وأبو جندل اسمه العاص وهو أخو عبد الله بن سهيل بن عمرو وإسلام عبد الله سابق على اسلام أبي جندل لآن عبد الله شهد بدرا أي فإنه خرج مع المشركين لبدر ثم انحاز من المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد معه بدرا والمشاهد كلها وأبو جندل رضي الله عنه أول مشاهده الفتح ودخلت خزانمة في عقده صلى الله عليه وسلم وعهده أي وفي لفظ ووثب من هناك من خزاعة فقالوا نحن ندخل في عهد محمد وعقده ونحن على من وراءنا من قومنا ودخلت بنو بكر في عقد قريش وعهدهم
(٧١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 706 707 708 709 710 711 712 713 714 715 716 ... » »»