السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٣٦٨
رواية عنه فقال المنبر هكذا وهكذا فجاء وذهب ثلاث مرات وفي رواية عن عائشة رضى الله تعالى عنها فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم منبره حتى قلن ليحزن وقال منبري هذا على ترعه بضم المثناة فوق واسكان الراء وبالعين المهملة من ترع الجنة أي أفواه جداول الجنة وقوائم منبري رواتب أي ثوابت في الجنة وقال صلى الله عليه وسلم منبري على حوضي وقال إن حوضي كما بين عدن إلى عمان أشد بياضا من اللبن واحلى من العسل وأطيب رائحة من المسك أباريقه عدد نجوم السما من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا وأكثر الناس ورودا عليه يوم القيامة فقراء المهاجرين قلنا من هم يا رسول الله قال الشعثة رؤسهم الدنسة ثيابهم الذين لا ينكحون المنعمات ولا تفتح لهم السدد أي الأبواب الذين يعطون الذي عليهم ولا يأخذون الذي لهم وقال صلى الله عليه وسلم ما بين قبري ومنبري وفي رواية يدل قبري بيتي وفي لفظ حجرتي والمراد قبره الشريف فإنه في حجرته وحجرته هي بيته صلى الله عليه وسلم روضة من رياض الجنة أي يكون بعينه في الجنة بقعة من بقاعها أي ينقلها الله تعالى فتكون في الجنة بعينها وقيل إن الصلاة والدعاء فيها يستحق بذلك من الثواب ما يكون موجبا لدخول الجنة كما قيل بذلك في قوله صلى الله عليه وسلم الجنة تحت ظلال السيوف مع أن تلك السيوف كانت بأرض الكفر وقيل إنها لبركتها أضيفت إلى الجنة كما قيل في الضان انها من دواب الجنة وقال ابن حزم ليس على ما يظنه أهل الجهل من أن تلك الروضة قطعة مقتطعة من الجنة وقال صلى الله عليه وسلم من حلف على منبري كاذبا ولو على سواك أراك فيتبوأ مقعده من النار وفي رواية الا وجبت له النار أقول وجاء انه صلى الله عليه وسلم كان على المنبر يعتمد على عصا من شوحط وفي الهدى لم يعتمد صلى الله عليه وسلم في خطبته على سيف ابدا وقبل ان يتخذ له المنبر كان يعتمد على قوس أو عصا أي وقيل كان يعتمد على قوس ان خطب في الحرب على عصا ان خطب في غيره واختلف فيها يعني تلك العصا هل هي العنزة لتي كان يصلي إليها أو غيرها وما يظنه بعض الناس من أنه كان يعتمد على سيف وان ذلك إشارة إلى أن الدين قام
(٣٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 ... » »»