الشمس الخ فاعتذر معاوية للناس وقال أردت ان انظر إلى ما تحته وخشيت عليه من الأرضة وكساه يومئذ قبطية ولا مانع من تعدد الواقعة وان واقعة معاوية سابقة على واقعة مروان لقوله لانظر ما تحته والا فمروان رفعه عن الأرض ثم إن هذا المنبر احرق بسبب الحريق الواقع في المسجد أول مرة فأرسل صاحب اليمن منبرا فوضع موضعه مكث عشر سنين وفي الامتاع ثم تهافت المنبر النبوي على طول الزمان فعمل بعض خلفاء بني العباس منبرا واتخذ من أعواد المنبر النبوي امشاطا يتبرك بها فاحترق هذا المنبر المجدد في حريق المسجد فبعث المظفر ملك اليمن منبر هذا كلامه ثم ارسل الملك الظاهر بيبرس من مصر منبرا فرفع منبر صاحب اليمن ووضع منبر الملك الظاهر فمكث مائة سنة واثنتين وثلاثين سنة فبدأفيه اكل الأرضة فأرسل الظاهر برقوق منبرا فرفع منبر الملك الظاهر بيبرس ووضع منبر الملك الظاهر برقوق ومكث ثلاثا أو أربعا وعشرين سنة ثم إن السلطان المؤيد شيخ لما بنى مدرسته بالقاهرة التي يقال لها المؤيدية عمل أهل الشام له منبرا وأرسلوا به اليه ليجعله في مدرسته فوجد أهل مصر قد صنعوا لها منبرا فسير المؤيد منبر أهل الشام إلى المدينة فمكث سبعا وستين سنة ثم احرق في الحريق الواقع في المسجد ثاني مرة ثم جعل موضعه منبر مبنى بالاجر مطلى بالنورة فمكث احدى وعشرين سنة ثم جعل موضعة المنبر الرخام الموجود الان قيل واعجب منبر في الدنيا منبر جامع قرطبة قاعدة بلاد الأندلس بالمغرب ذكر ان خشبه من ساج وابنوس وعود قاقلى احكم عمله ونقشه في سبع سنين وكان يعمل فيه سبع صناع لكل صانع في كل يوم نصف مثقال ذهب فكان جملة ما صرف على اجرته عشرة آلاف مثقال وخمسين مثقالا وبالجامع المذكور مصحف فيه اربع ورقات من مصحف عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه بخط يده وفيه نقط من دمه وفي هذا المسجد ثلاثة أعمدة حمر مكتوب على أحدها اسم محمد صلى الله عليه وسلم وعلى الثاني صفة عيسى وموسى عليهما الصلاة والسلام وأهل الكهف وعلى الثالث صورة غراب نوح الجميع خلقة ربانية ولا بدع
(٣٧٢)