* ما مضت فترة من الرسل إلا * بشرت قومها بك الأنبياء * وبشرى عيسى في قوله تعالى * (وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) * أي والمبشر بهم من الأنبياء قبل وجودهم أيضا أربعة إسحق يعقوب ويحيى وعيسى قال الله تعالى في حق سارة * (فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب) * قيل بشرت بأن تبقى إلى أن يولد يعقوب لولدها إسحق وقال في حق زكريا إن الله يبشرك بيحيى وقال في حق مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح ثم قال وإني كنت بكر أبي وأمي وإنها حملتني كأثقل ما تحمل النساء وجعلت تشكو إلى صواحبها ثقل ما تجد ثم إنها رأت في المنام أن الذي في بطنها خرج نورا قالت فجعلت أتبع بصري النور والنور يسبق بصري حتى أضاءت له مشارق الأرض ومغاربها الحديث وستأتي تتمته في الرضاع أي وقال ابن الجوزي ممن روى عن أمه صلى الله عليه وسلم هو صلى الله عليه وسلم لما قيل له يا رسول الله ما كان بدء أمرك قال دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ورؤيا أمي قالت خرج مني نور أضاءت له قصور الشام قال الحافظ أبو نعيم الثقل الذي وقع في هذه الرواية كان ابتداء الحمل والخفة التي جاءت فيما سبق من الروايات كانت عند استمرار الحمل ليكون ذلك خارجا عن المعتاد كذل قال أقول قد قدمنا أنه يجوز أن يكون هذا الثقل الواقع في ابتداء الحمل كان بعد إخبار الملك لها بالحمل فلا يخالف ما سبق وفيه ما سبق والجواب عنه لكن تقدم عن الزهري قال قالت آمنة لقد علقت به فما وجدت له مشقة حتى وضعته ويمكن أن يكون المراد بالمشقة ما تقدم من بعض الروايات لم تشك وجعا ولا مغصا ولا ريحا ولا ما يعرض لذوات الحمل من النساء أي فمع وجود الثقل لم يحصل لها المشقة المذكورة وحينئذ لا ينافي ذلك شكواها ما تجده من ثقله والله تعالى أعلم
(٨٠)