السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٧٦
بعضهم ففي كلام هذا البعض لما فارق النور وجه عبد الله انتقل إلى وجه آمنة ولا على خروج النور منها مناما أو يقظة بناء على أنه غير الحمل على ما يأتي لخفاء دلالة ما ذكر على ذلك ولعل أباه صلى الله عليه وسلم عبد الله لم يبلغها قول المرأة التي عرضت نفسها عليه اذهب فأخبرها أنها حملت بخير أهل الأرض والثقل في ابتداء الحمل الذي حمل عليه بعض الروايات كما سيأتي يجوز أن يكون بعد إخبار الملك لها لكن في المواهب في رواية عن كعب رضي الله تعالى عنه أن مجيء الملك لها كان بعد أن مضى من حملها ستة أشهر فليتأمل فإن الستة أشهر لا يقال إنها ابتداء الحمل ونص الرواية كانت آمنة تحدث وتقول أتاني آت حين مر بي من حملى ستة أشهر في المنام وقال لي يا آمنة إنك حملت بخير العالمين فإذا ولدتيه فسيمه محمدا وأكتمى شأنك إلا أن يقال يجوز تعدد الملك أو تكرر مجيء الملك لها فليتأمل والله أعلم وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما كان من دلالة حمل آمنة برسول الله صلى الله عليه وسلم أن كل دابة لقريش نطقت تلك الليلة أي التي حمل فيها أي في اليوم قبلها برسول الله صلى الله عليه وسلم أي بناء على ما هو ظاهر مما تقدم أنه حين وقع عليها انتقل إليها ذلك النور وقالت حمل برسول الله صلى الله عليه وسلم ورب الكعبة ولم يبق سرير لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوسا أي ومثل هذا لا يقال من قبل الرأي أقول دلالة الأول على مطلق الحمل به صلى الله عليه وسلم لا على خصوص حمل آمنة به صلى الله عليه وسلم حينئذ واضحة وأما دلالة الثاني عليه فقد يتوقف فيها إلا أن يقال إن ذلك كان من علامة الحمل به في الكتب القديمة مع أن المدعى في كلام ابن عباس رضي الله عنهما إنما هو خصوص حمل آمنة به على أن السياق يدل على أن المراد علم أمه بحملها به والله أعلم وعن كعب الأحبار رضي الله تعالى عنه أن في صبيحة تلك الليلة أصبحت أصنام الدنيا منكوسة أي ولعل ذلك كان من علامة حمل أمه به في الكتب القديمة وقول الصادق لا يتخلف وسيأتي أن عند ولادته أيضا تنكست الأصنام ولا مانع من التعدد قال وروى الحاكم وصححه أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»