تلك الدار عرفها وقال ها هنا نزلت بي أمي وفي هذه الدار قبر أبي عبد الله وأحسنت العوم في بئر بني عدي بن النجار ومن هذا ومما جاء عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهم أنه صلى الله عليه وسلم كان هو وأصحابه يسبحون في غدير أي في الحجفة فقال النبي عليه الصلاة والسلام لأصحابه ليسبح كل منكم إلى صاحبه فسبح كل رجل إلى صاحبه وبفى النبي عليه الصلاة والسلام وأبو بكر فسبح النبي عليه الصلاة والسلام إلى أبي بكر رضي الله عنه حتى اعتنقه وقال أنا وصاحبي أنا وصاحبي وفي رواية أنا إلى صاحبي أنا إلى صاحبي يعلم رد قول بعضهم وقد سئل هل عام صلى الله عليه وسلم الظاهر لا لأنه لم يثبت أنه صلى الله عليه وسلم سافر في بحر ولا بالحرمين بحر قال وقيل قد توفى ودفن أبوه بالأبواء محل بين مكة والمدينة أقول سيأتي أن الذي بالأبواء قبر أمه صلى الله عليه وسلم على الأصح فلعل قائل ذلك أشتبه عليه الأمر لأنه يجوز أن يكون سمعه صلى الله عليه وسلم يقول وهو بالأبواء هذا قبر أحد أبوي وقد ذكر بعضهم في حكمة تربيته صلى الله عليه وسلم يتيما ما لا نطيل به وقد جاء ارحموا اليتامى وأكرموا الغرباء فإني كنت في الصغر يتيما وفي الكبر غريبا وقد جاء إن الله لينظر كل يوم إلى الغريب ألف نظرة والله أعلم وأورد الخطيب عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن الله أحيا له آباه وآمن به وفي المواهب أحيا الله له أبويه حتى آمنا به قال السهيلي وفي إسناده مجاهيل وقال الحافظ ابن كثير إنه حديث منكر جدا وسنده مجهول وقال ابن دحية هو حديث موضوع قال ويرده القرآن والإجماع وعلى ثبوته يكون ناسخا أي معارضا لقوله صلى الله عليه وسلم وقد سأله رجل أين أبي فقال في النار فلما قفا أي ولى دعاه وقال له إن أبي وأباك في النار وفيه أن هذا رواه مسلم فلا يكون ذلك الحديث ناسخا أي معارضا له أقول هو على تقدير ثبوته يكون معارضا على أن حديث مسلم هذا لم تتفق الرواة على قوله فيه إن أبي وأباك في النار وهذه اللفظة إنما رواها حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس وخالفه معمر عن ثابت عن أنس فروى بدل ذلك إذا مررت بقبر كافر فبشره بالنار
(٨٢)